السّلمي ، أنا الحسين بن علي التميمي ، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، نا عمر بن شبّة ، نا يونس ابن أخي عمّار (١) بن عباد المهلبي ، نا أبو هلال ، عن قتادة قال :
سأل عبيد الله بن زياد أبا بكرة : ما أعظم المصيبة؟ قال : مصيبة الرجل في دينه ، قال : ليس عن هذا أسألك ، قال : فموت الأب ، قاصمة الظهر ، وموت الولد صدع في الفؤاد ، وموت الأخ قص الجناح ، وموت المرأة حزن ساعة.
أخبرنا أبو عبد الله بن البنّا ـ قراءة ـ عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا هوذة بن خليفة (٢) ، نا عوف ، عن أبي عثمان النهدي قال :
كنت خليلا لأبي بكرة فقال لي يوما : أترى الناس ، إنّي إنّما عتبت على هؤلاء في الدنيا ، وقد استعملوا عبيد الله ـ يعني : ابنه ـ على فارس ، واستعملوا روادا ـ يعني : ابنه ـ على دار الرزق ، واستعملوا عبد الرّحمن ـ يعني : ابنه ـ على الديوان وبيت المال ، أفليس في هؤلاء دنيا؟ كلا والله ، إنّما عتبت عليهم لأنهم كفروا ، فذكر كلمة ، وكان في نسخة أخرى : كفروا صراحة أو صراحا (٣).
قال (٤) : وحدّثنا هوذة بن خليفة ، نا هشام بن حسّان ، عن الحسن قال :
مرّ بي أنس بن مالك وقد بعثه زياد إلى أبي بكرة يعاتبه ، فانطلقت معه ، فدخلنا على الشيخ وهو مريض ، فأبلغه عنه ، فقال : إنه يقول : ألم أستعمل عبيد الله على فارس؟ ألم استعمل روادا على دار الرزق؟ ألم أستعمل عبد الرّحمن على الديوان وبيت المال؟ فقال أبو بكرة : هل زاد على أن أدخلهم النار؟ فقال أنس : إنّي لا أعلمه إلّا مجتهدا ، فقال الشيخ : أقعدوني إنّي لا أعلمه إلّا مجتهدا ، وأهل حروراء (٥) قد اجتهدوا فأصابوا أم أخطئوا؟ قال أنس : فرجعنا مخصومين.
__________________
(١) الأصل وم ، وفي «ز» : عباد.
(٢) من طريقه روي في تهذيب الكمال ١٩ / ١٥١ وسير الأعلام ٣ / ٨ و ٩.
(٣) بالأصل وم : وصراحا ، والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال.
(٤) القائل : أبو بكر بن أبي خيثمة ، والخبر في تهذيب الكمال ١٩ / ١٥١ وسير الأعلام ٣ / ٩.
(٥) حروراء اختلفوا في ضبطها ، وفي معجم البلدان بفتحتين ، موضع على بعد ميلين من الكوفة ، نزل به الخوارج الذين خافوا عليّ بن أبي طالب فسموا حرورية.