من التنور قال : والمرأة تختبز ، قال : فاحتملت ولدها ، قال ومعها ولد لها صغير ، فخرجت إلى الدار ، فإذا الدار قد امتلأت ماء ، فدخلت البيت فإذا مثل ذلك ، قال : وحملت صبيها فكل ما بلغ منها رفعت صبيها عن ذلك الموضع حتى وضعت صبيها على رأسها ، فلما جاوز الماء منها قامتها رمت بولدها من تحتها ثم قامت عليه ، فأقسم الله عند ذلك أن لا يعذب العامة بالغرق.
وقد روي هذا من وجه آخر موصولا.
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد لفظا بدمشق ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ، نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، أخبرني موسى بن يعقوب ، حدثني فائد (١) مولى عبيد الله (٢) بن علي بن أبي رافع أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة أخبره أن عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أخبرته أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لو رحم الله أحدا من قوم نوح لرحم أم الصبي».
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كان نوح مكث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما يدعوهم حتى كان آخر زمانه غرس شجرة فعظمت ، فذهبت كل مذهب ، ثم قطعها ، ثم جعل يعملها سفينة ، فيمرون ، فيسألونه ، فيقول : أعملها سفينة ، فيسخرون منه ، ويقولون : يعمل فينة في البر ، وكيف تجري الماء في السكك؟ وكثر .... (٣) أم الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت به إلى الجبل حتى بلغت ثلثه ، فلما بلغها الماء خرجت حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبتها دفعته (٤) بيدها حتى ذهب به الماء ، فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي» [١٢٨٠٥].
أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات ، نا (٥) الخطيب ، أخبرنا ابن رزقويه ، أخبرنا عثمان ،
__________________
(١) من هذا الطريق روي في البداية والنهاية ١ / ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٢) في البداية والنهاية : عبد الله بن أبي رافع.
(٣) تقرأ في «ز» ، وم : «حست» وتبدو العبارة في «ز» مضطربة ، والعبارة في البداية والنهاية ، وم : يقولون تعمل سفينة في البر ، كيف تجري؟ قال : سوف تعلمون. فلما فرغ ونبع الماء وصار في السكك خشيت أم الصبي.
(٤) في البداية والنهاية : «رفعته بيديها فغرقا» وهو أوجه باعتبار السياق بعد.
(٥) سقطت من «ز».