أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر ، أنا أبي ، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس ، أنا محمّد ابن إبراهيم الديبلي ، نا سعيد بن عبد الرّحمن ، نا سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى : (وَغِيضَ الْماءُ)(١) قال : نقص (٢) الماء (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) قال : هلك قوم نوح (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ) قال : جبل بالجزيرة.
قال : وقال سفيان لمّا استوت السفينة على الجودي بعث نوح الغراب ، فنظر هل يبدو من الأرض شيء ، قال : فذهب فوجد جيفة فوقع عليها ، وترك ما أمره نوح ثم بعث طائرا آخر ثم بعث الحمامة ، فذهبت ثم جاءته بالطين على منقارها ، فدعا لها نوح أن تحبب إلى الناس ، فطوّقت طوق الحمامة.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا محمّد بن [يوسف بن](٣) بشر الهروي ، أنا محمّد بن حمّاد الطّهراني (٤) ، أنا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن الغراب بعث لينظر فرأى جيفة فوقع عليها ، فبعثت الحمامة فجاءت بورق الزيتون ، فأعطيت الطوق الذي في عنقها وخضاب رجليها.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا إبراهيم بن يوسف الصيرفي ، نا عبد الرّحمن بن مالك بن مغول ، عن الحريري ، عن أبي السليل ، عن أبي ترابة العجلي قال :
بعث نوح الغراب والحمامة حتى استقرت به السفينة على الجودي يلتمسان له الحد ـ يعني ـ الأرض ، فأما الغراب فرأى جيفة ، فوقع عليها يأكل منها ، وأمّا الحمامة فجاءت عاصة على غصن مطوقة بطين أحمر ، فدعا للحمامة بالبركة ، وأما الغراب فلعنه وقال له قولا شديدا.
أخبرنا أبو محمّد بن عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي ، أنا أبو منصور بن أبي نصر الواعظ ، نا أبو سعيد عبد الله بن محمّد القرشي ، نا
__________________
(١) سورة هود ، الآية : ٤٤.
(٢) وعيض الماء ، يقال : غاض الشيء وغضته أنا ، وفي المصباح المنير : غاض : نضب أي ذهب في الأرض.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».
(٤) الأصل : الظهراني ، والمثبت عن «ز» ، وم.