ح وأخبرنا أبو الحسين الخطيب ، أخبرنا جدي أبو عبد الله ، أنا أبي ، أنا عبد الرّحمن ابن عثمان التميمي ، أنا عبد السّلام بن أحمد القرشي ، نا محمّد بن إسماعيل بن محمّد ، نا محمّد بن عبد الله الزاهد ، نا موسى بن إبراهيم المروزي ، نا صالح المزني (١) ، عن الحسن قال :
لما أتى ملك الموت نوحا ليقبض روحه قال : يا نوح ، كم عشت في الدنيا؟ قال : ثلاثمائة سنة قبل أن أبعث وألف سنة إلّا خمسين عاما في قومي ، وثلاثمائة وخمسين سنة بعد الطوفان ، قال ملك الموت : يا نوح ، كيف وجدت الدنيا ، قال نوح : مثل دار لها بابان ، دخلت من هذا ، وخرجت من هذا.
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر قال : سمعت أبا أحمد التميمي يقول : سمعت أبا عوانة الإسفرايني يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن الجنيد يقول : سمعت أبا مسهر يقول : قيل لنوح : كيف وجدت الدنيا؟ قال : مثل حائط له بابان ، يدخل من هذا الباب ويخرج من الباب الآخر.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب ، نا أحمد بن بشر بن سعيد الحرمي (٢) ، نا أبو روق أحمد ابن محمّد بن بكر الهزّاني ، نا أبو حاتم السجستاني سهل بن محمّد بن عثمان ـ إملاء ـ قال :
وعاش نوح النبي صلىاللهعليهوسلم ألفا وأربعمائة سنة وخمسين سنة ، قال أبو حاتم : ذكر ذلك إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبان بن أبي عياش العبدي ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لما بعث الله نوحا إلى قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتي سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلّا خمسين عاما ، وبقي بعد الطوفان خمسين ومائتين سنة ، فلما أتاه ملك الموت قال : يا نوح يا أكبر الأنبياء ، ويا طويل العمر ، ويا مجاب الدعوة ، كيف رأيت الدنيا؟ قال : مثل رجل بني له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من الآخر ، وقد قيل (٣) دخل من أحدهما وجلس هنيهة ثم خرج من الباب الآخر» [١٢٨١٨].
__________________
(١) تقرأ بالأصل : المزي ، وفي «ز» : المري ، وفي م : المري ، والصواب ما أثبت ، وهو صالح بن رستم المزني ، أبو عامر الخزاز البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٢٧.
(٢) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي «ز» : الخرقي.
(٣) قوله : «وقد قبل» مكرر بالأصل.