فافعل ، قول سبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة الخلق ، وبها يرزق الخلق ، وقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له فإن السموات والأرض لو كانتا حلقة لقصمتهن ، أو كن في كفة لرجحت بهن ، وأما اللتان أنهاك عنهما فالشرك والكبر ، فإن استطعت أن تلقى الله ليس في قلبك مثقال حبة من خردل من شرك ولا كبر فافعل» [١٢٨٢٥].
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أخبرنا أبو علي بن أبي نصر ، أخبرنا أبو سليمان بن زبر ، أخبرنا أحمد بن عمير (١) بن يوسف ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا أبو معاوية الضرير ، نا محمّد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أخبركم بوصية نوح ابنه؟» قالوا : بلى ، قال : «إن نوحا قال لابنه : إنّي موصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين» [١٢٨٢٦].
ح قال : وأخبرنا أبو سليمان ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا محمّد بن عبد الملك الدقيقي ، نا خنيس بن بكر بن خنيس ، نا زيد بن بكر ، عن خنيس ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
«أوصى نوح ابنه فقال : لا أطول عليك ، ليكون أجدر أن لا تنسى اثنتان يستبشر الله بهما وصالح خلقه ، واثنتان يحتجب الله منهما وصالح خلقه ، فأما الاثنتان التي يستبشر الله بهما وصالح خلقه ، فشهادة أن لا إله إلّا الله ، فإن السموات والأرض وما بينهما وما فيهن لو كن حلقة لقصمتها ، ولو كن في كفة لرجحت بهن ، وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وبها يرزقون ، وأما الاثنتان التي يحتجب الله منهما وسائر خلقه فالشرك بالله والكبر» فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله إنّي لأحب أن يحمل مركبي ويلين مطعمي وتحمل علاق سوطي ، وقبال نعلي ، فذلك الكبر (٢)؟ فقال : «لا ، ولكن الكبر أن تنكر (٣) الحق وتغمص الناس» [١٢٨٢٧].
واللفظ لابن الأعرابي.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الحسين (٤) بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر بن بيري ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله الزعفراني ، أخبرنا ابن أبي خيثمة ، أنا الفضل بن غانم ، نا سلمة ، نا ابن إسحاق قال :
__________________
(١) بالأصل وم : عمرو ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».
(٢) أقحم بعدها بالأصل : لنا.
(٣) بالأصل : تبطر ، وفي م : تنظر ، والمثبت عن «ز».
(٤) الأصل وم و «ز» : الحسن.