ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، قالا : أخبرنا محمّد بن محمّد بن [محمد بن](١) إبراهيم ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، نا الحسين ابن محمّد بن الحسن بن مصعب ، نا يزيد بن محمّد أبو خالد الثقفي ، نا حسان بن سدير ، عن سدير ، عن محمّد بن علي ، عن أبيه عن آبائه عن علي قال :
قال علي لنوف الشامي مولاه وهو معه على سطح : يا نوف أنائم أم نبهان؟ قال : نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين ، قال : تدري من شيعتي؟ قال : لا والله ، قال : فإن شيعتي إن شهدوا لم يعرفوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا ، وإن خطبوا لم يزوجوا ، وإن مرضوا لم يعادوا ، شيعتي من لم يهر هرير الكلب ، وقال جدي الكلاب ، ولم يطمع طمع الغراب ، ولم يسأل الناس وإن مات جوعا ، إن رأى مؤمنا أكرمه ، وإن رأى فاسقا هجره ، شيعتي الذين هم في قبورهم يتزاورون ، وفي أموالهم يتواسون ، وفي الله تعالى يتباذلون ، يا نوف ذرها وذرها ، حوائجهم خفيفة ، أنفسهم عفيفة ، قلوبهم محزونة ، اختلفت بهم البلدان ولم تختلف قلوبهم.
قال : قلت : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك ، فأين أطلب هؤلاء؟ قال : في أطراف الأرض ، هؤلاء ـ والله ـ يا نوف شيعتي ، يجيء (٢) الله النبي صلىاللهعليهوسلم يوم القيامة وهو آخذ بحجزة ربه ، وأنا آخذ بحجزته ، وأهل بيتي آخذون بحجزتي ، وشيعتي آخذون بحجزنا (٣) فإلى أين (٤) يا نوف؟ إلى الجنة وربّ الكعبة ثلاثا ، يا نوف أما الليل فصافون أقدامهم ، مفترشون جباههم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يناجون في فكاك رقابهم ، وأما النهار : فحلماء ، نجباء ، كرام ، أبرار ، أتقياء ، يا نوف بشر الزاهدين ، نعم ساعة الزاهدين ، أما إنها ساعة لا يسأل الله فيها عبد شيئا إلّا أعطاه ما لم يكن خاسرا أو عاشرا أو ساحرا أو ضارب كوبة ، أو ضارب عرطبة ، يا نوف شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطا ، والماء طيبا ، والقرآن شعارا قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق ، نا محمّد
__________________
(١) الزيادة عن «ز» ، وم.
(٢) بالأصل وم : «يحيى الله النبي» والمثبت عن «ز» ، والمختصر.
(٣) الأصل وم : يحجزه ، والمثبت عن «ز».
(٤) بالأصل وم : «قال ابن نوف» وفي «ز» : «قال : ابن يانوف» والمثبت عن المختصر.