فراشا ، وماءها طيبا ، واتخذوا القرآن شعارا ، والدعاء دثارا ، قرضوا الدنيا قرضا [قرضا](١) ، على منهاج المسيح ، فإنّ الله أوحى إلى عبده المسيح عليهالسلام : أن قل لبني إسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلّا بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة ، وأيد نقية ، وأخبرهم أنّي لا أقبل لأحد منهم دعوة ، ولأحد من خلقي قبله مظلمة. يا نوف لا تكوننّ شرطيا ولا عريفا ولا عشارا ، فإن داود خرج ذات ليلة فقال : إنّ هذه ساعة لا يدعو الله فيها أحد إلّا استجاب له إلّا أن يكون عشارا أو عريفا أو صاحب كوبة (٢) أو صاحب عرطبة (٣)(٤).
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا محمّد بن أحمد بن البراء ، حدّثني المفضل بن حازم بن الصيف الحميري ، نا المسيّب بن واضح السلمي ـ بالرملة ـ أبو محمّد ، حدّثني مبشر بن إسماعيل الحلبي ، عن راشد بن قيان (٥) ـ قال المفضل : فقال إن هذا خادم سعيد بن جبير ـ عن سعيد بن جبير قال :
قال نوف البكالي استضفت علي بن أبي طالب في خلافته فثنى لي وسادة ، وجعل يصلي مثلي حتى إذا كان في السحر قال لي : يا نوف ، طوبى للزاهدين في الدنيا ، والراغبين في الآخرة الذين اتخذوا أرض الله بساطا ، وماءها (٦) طهورا ، قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم ، يا نوف إن داود [قام](٧) في مثل هذه الساعة في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل إنّ الله يهبط في كلّ سحر إلى سماء الدنيا يغفر لكلّ مستغفر يستغفره إلّا صاحب كوبة أو عرطبة أو مشاحن ، يا نوف الكوبة : الطبل ، والعرطبة العود ، والمشاحن الذي يريد قتل أخيه.
أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القاضي (٨) ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه.
__________________
(١) وردت اللفظة مكررة في «ز» ، والمختصر.
(٢) الكوبة : بالفتح ، وقيده الصاغاني بالضم : النرد أو الشطرنج والطبل الصغير المخصّر (تاج العروس : كوب).
(٣) العرطبة : العود ، أو الطنبور أو الطبل ، أو طبل الحبشة (القاموس المحيط).
(٤) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٦ / ٥٣.
(٥) بدون إعجام بالأصل وم ، أعجمت عن «ز».
(٦) الأصل وم : وماؤها ، والمثبت عن «ز».
(٧) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وم.
(٨) بالأصل : القطان القاضي ، والمثبت عن «ز» ، وم.