معمر ، ونصيب مولى عبد العزيز بن مروان الحكم بن أبي العاص.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، أنا الغنائم محمد بن علي بن الحسين ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن سعيد ، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر ، نا أحمد بن أبي خيثمة ، نا إبراهيم بن المنذر ، عن محمد بن معن قال : قال الأصبغ بن عبد العزيز : خرجت أيام [سليمان بن](١) وردان إلى .... تتحدث عنده ، فذكرنا نصيبا ومقدمه ، فقلنا : هل لكم أن نذهب فنتحدث عنده فمضينا فتحدثنا فقلنا له : يا أبا محجن أي بيت قالت العرب أنسب؟ قال : قول امرئ القيس : (٢)
أفاطم مهلا بعد هذا التدلل |
|
إن كنت أزمعت صرمي فأجملي |
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله مناولة وإذنا. قرأ عليّ إسناده ، أنا محمد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٣) نا محمد بن الحسن بن دريد ، نا العكلي عن ابن الكلبي ، عن عوانة ، عن رجل من قريش من ساكني الكوفة قال : قدم نصيب الكوفة فوجهني أبي إليه ، وكان له صديقا ، فقال : أبلغه عني السلام وقل له : يقول لك : إن أردت أن تهدي إليّ شيئا من شعرك (٤) فعلت ، فأتيته في يوم جمعة وهو يصلي ، فأمهلت حتى قضى صلاته ، ثم أقرأته السلام ، وأديت إليه الرسالة ، فردّ وأحسن ، ثم قال : قد علم أبوك إني لم أنشد الشعر في يوم الجمعة ، ولكن تعود ويكون ما تحب ، فلما ذهبت لأنصرف دعاني فقال لي : أتروي الشعر؟ قلت : نعم ، قال : فأنشدني لجميل ، فأنشدته (٥) :
إني لأحفظ سركم ويسرني |
|
لو تعلمين بصالح أن تذكري |
ويكون يوما لا أرى لك مرسلا |
|
أو نلتقي فيه عليّ كأشهر |
يا ليتني ألقى المنية بغتة |
|
إن كان يوم لقائكم لم يقدر |
يقضي الديون وليس ينجز عاجلا |
|
هذا الغريم لنا وليس بمعسر |
فقال : لله درّه ، والله ما قال أحد إلّا دون قوله ، ولقد ترك لنا مثالا لا يحتذى (٦) عليه ،
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، و «ز».
(٢) من معلقته ، ديوانه ط بيروت ص ٣٧.
(٣) رواه المعافى بن زكريا الجريري القاضي في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٣٨.
(٤) في الجليس الصالح : قولك.
(٥) الأبيات في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٣٨ وديوان جميل ص ١٠٨.
(٦) الجليس الصالح : يحذى عليه.