[أخبرنا (١) أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل بن المأمون ، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشارة قال : ونا أحمد بن محمد الأسدي ، نا عباس بن الفرج الرياشي ، نا أبو سلمة الغفاري ، نا يحيى بن عروة بن أذينة ، قال : سمعت نصيبا يحدث أبي ويقول :
دخلت على عمر بن عبد العزيز فقلت له : أنت عالم بانقطاعي إلى أبيك وميله كان إليّ ، فقال : إن ذاك لكذلك ، قال : قلت فتأذن لي في الإنشاد ، فقال : ما نحن على حال إنشاد ، فلم أزل أسأله حتى أذن فأنشدته :
أمير المؤمنين فدتك نفسي |
|
ومن فوق التراب لك الفداء |
فقد عضتني الحاجات حتى |
|
تحنى الظهر واقتشر اللحاء |
وقد أودى بي الإقتار لو لا |
|
غنى نفسي وشيمتي الحياء |
فإن يك حائلا لوني (٢) فإني |
|
لعقل غير ذي سقط وعاء |
فقال : يا مزاحم : ما عندك من بقية غلتنا بالحجاز؟ قال : خمسون درهما. قال : أعطه إياها ، قلت يا أمير المؤمنين ، قد علفت راحلتي بأكثر من هذا ، فقال : أعطه ثياب الجمعة ، فأعطاني ثوبين أراهما مصريين].
أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطّيّوري ، عن القاسم أبي التنوخي ، وأبي محمّد الجوهري ، وأنبأنا أبو الفوارس هبة الله بن أحمد بن سوار ، وأبو بكر أحمد بن علي بن جبير ، وأبو البركات الأنماطي ، قالوا : أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أخبرنا الجوهري ، قالا : أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا محمّد بن يزيد المهلبي ، عن محمّد بن سلام قال (٣) :
دخل نصيب على يزيد بن عبد الملك بن مروان فقال له : حدّثني ببعض ما مر عليك ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، علقت جارية حمراء ـ يعني ـ بيضاء ، فمكثت زمانا تمنيني الأباطيل ، فلما ألححت عليها قالت : إليك عني ، فو الله لكأنك من طوارق الليل ، فقلت : وأنت والله كأنك من طوارق النهار ، فقالت : ما أظرفك ، فغضبت من قولها ، فقالت : وهل
__________________
(١) الخبر التالي سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».
(٢) فوقها ضبة في «ز».
(٣) الخبر والشعر في الأغاني ١ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤.