أبو البركات الأنماطي وغيره ، قالوا : أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الجوهري ، قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن (١) المرزبان ، حدّثني محمّد بن معاذ ، عن إسحاق ابن إبراهيم ، حدّثني رجل من قريش عن من حدّثه قال :
كنت حاجّا ومعي رجل من الغابة لا أعرفه ، ولم أره قبل ذلك ، ومعه هوادج وأثقال ، ومعه صبية وعبيد (٢) ومتاع ، فنزلنا منزلا ، فإذا فرش ممهدة ، وبسط قد بسطت ، فخرج من أعظمها هودجا امرأة زنجية فجلست على تلك الفرش [ثم جاء زنجي فجلس إلى جنبها](٣) فبقيت متعجبا ، فبينا أنا أنظر إليهما إذ مر بنا مارّ وهو يقود إبلا معه ، فجعل يغني ويقول :
بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب |
|
وقل إن تملّينا فما ملّك القلب |
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف ـ في كتابه ـ وأخبرني أبو المعمّر المبارك ابن أحمد عنه ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن ابن العلّاف ، قالا : أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد ابن جعفر قال : ويروى عن عثمان بن الضّحّاك الحزامي (٤) قال :
خرجت أريد الحج ، فنزلت بخيمة بالأبواء (٥) فإذا امرأة جالسة على باب الخيمة ، فأعجبني حسنها ، فتمثلت قول نصيب :
بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب |
|
وقل إن تملّينا فما ملّك القلب |
قالت : يا هذا ، أتعرف قائل هذا الشعر؟ قلت : نعم ، ذاك نصيب ، قالت : فتعرف زينبه؟ قلت : لا ، قالت : فأنا زينبه ، قلت : حيّاك الله ، قالت : أما إنّ اليوم موعده من عند أمير المؤمنين ، خرج إليه عاما أول فوعدني هذا اليوم ، لعلك لا تبرح حتى تراه ، قال : فبينا أنا كذلك إذا أنا براكب قالت : ترى ذلك الراكب إنّي لأحسبه إيّاه ، وأقبل ، فإذا هو نصيب ، فنزل قريبا من الخيمة ، ثم أقبل ، فسلّم ثم جلس قريبا منها تسائله أن ينشد ما أحدث ، فأنشدها فقلت في نفسي : محبان طال التنائي بينهما ، لا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة ،
__________________
(١) بالأصل : أنا ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٢) أقحم بعدها بالأصل : وأثقال ، حذفناها لأنها مكررة.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، و «ز» للإيضاح.
(٤) بالأصل و «ز» : الخزامي ، تصحيف ، والمثبت عن م.
(٥) الأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة ، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. (راجع معجم البلدان).