أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، نا يزيد بن هارون ، أنا محمّد بن مهزم العنزي ، عن أبي طالوت العنزي قال : سمعت أبا برزة وخرج من عند عبيد الله بن زياد وهو مغضب ، فقال : ما كنت أظن أنّي أعيش حتى أخلف في قوم يعيروني بصحبة محمّد صلىاللهعليهوسلم ، قالوا : إنّ محدثكم هذا لدحداح سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في الحوض فمن كذب فلا سقاه الله منه.
أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم عبد الملك بن داود (٢) ، وأبو غالب محمّد بن الحسن ، قالا : أخبرنا أبو علي علي بن أحمد بن علي ، أخبرنا القاسم بن جعفر بن محمّد ، نا أبو علي اللؤلؤي ، أنا أبو داود السجستاني ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا عبد السّلام بن أبي صالح أبو طالوت قال :
شهدت أبا برزة دخل على عبيد الله بن زياد فقال : فلان سمّاه مسلم ، وكان في السماط قال : فلما رآه عبيد الله قال : إنّ محمديكم هذا لدحداح (٣) ، ففهمها الشيخ ، فقال : ما كنت أحسب أنّي أبقى في قوم يعيروني بصحبة محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فقال له عبيد الله : إن صحبة محمّد صلىاللهعليهوسلم لك زين غير شين ثم قال : إنّما بعثت إليك لأسألك عن الحوض سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يذكر فيه شيئا؟ قال أبو برزة : نعم ، لا مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاث ، ولا أربع ، ولا خمس ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه ، ثم خرج مغضبا.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو علي بن السبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أحمد بن جعفر ، نا أبو علي بشر بن موسى الأسدي ، نا هوذة بن خليفة ، نا عوف ، عن أبي المنهال قال :
لما كان من خروج ابن زياد ، ووثب مروان بالشام وابن الزّبير بمكة ، ووثب الذين يدعون القراء بالبصرة غمّ أبي غما شديدا ، وكان يثني على أبيه خيرا ، قال : قال لي : انطلق إلى هذا الرجل الذي من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبي برزة الأسلمي ، فانطلقت معه حتى دخلنا
__________________
(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٧ / ١٨٢ رقم ١٩٨٠٠ طبعة دار الفكر.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبد الملك بن عبد الله بن داود.
(٣) الدحداح : الدساس.