خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ» (١) ولمّا دعا عليهالسلام للنبيّ صلىاللهعليهوآله بما يستحقّه سئل عليهالسلام ربّه أكثر من ذلك.
قوله عليهالسلام : «وَاجْزِهِ مُضٰاعَفٰاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ» أي ضاعف له من الخير بفضلك وجودك ، فاستجاب الله عزّوجلّ دعاءه وقال : «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» (٢).
قوله عليهالسلام : «اللّٰهُمَّ أَعْلِ عَلىٰ بِنٰاءِ الْبٰانِينَ بِنٰاءَهُ» أي اللّهم اجعل ما بناه صلىاللهعليهوآله من الشريعة والهداية في الدين أعلى ممّا بنوه سائر الأنبياء من الشرائع في الدين ، قال تعالى : «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» (٣).
أخرجه الترمذي ، عن اُبّي بن كعب : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : مثلي في النبيّين كمثل رجل بنى داراً فأحسنها وأكملها وجمّلها وترك منها موضع لبنة ، فجعل الناس يطوفون بالبناء ويعجبون منه ، ويقولون : لو تمّ موضع تلك اللبنة ، وأنا في النبيّين بموضع تلك اللبنة (٤).
قوله عليهالسلام : «وَاكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ» قال الجوهري : النزل : ما يهيّأ للنزيل (٥). والمراد إجعل اللّهم منزلته عندك في أعلى عليين. وإبعثه مقاماً محموداً.
قوله عليهالسلام : «وَشَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَتَهُ» أي إجعل منزلة النبيّ صلىاللهعليهوآله أشرف المنازل عندك أي في حظيرة القدس.
__________________
١ ـ الضحى : ٤ ـ ٥.
٢ ـ الكوثر : ١ ـ ٣.
٣ ـ الصف : ٩.
٤ ـ سنن الترمذي : ج ٥ ، ص ٥٤٧ ، ح ٣٦١٣.
٥ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ١٨٢٨ ، مادة «نزل».