يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» (١).
قوله عليهالسلام : «فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيٰا بِقَلْبِهِ ، وَأَمٰاتَ ذِكْرَهٰا عَنْ نَفْسِهِ ، وَأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهٰا عَنْ عَيْنِهِ» ولهذا نشاهد بأنّه صلىاللهعليهوآله يأمر عائشة بأن تحوّل الستر الذي جعلتها على الباب الذي فيه تمثال طائر عن وجهه الشريف لكي لا يذكر الدنيا كما جاء في صحيح مسلم. بإسناده عن عائشة ، قالت : كان لنا ستر فيه تمثال طائر ، وكان الداخل إذا دخل إستقبله ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : حوّلي هذا. فإنّي كلّما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا (٢).
وفي الحديث : حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة (٣).
وفي كنز العمّال : الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلّا ما كان فيها لله عزّوجلّ (٤).
قوله عليهالسلام : «لِكَيْلٰا يَتَّخِذَ مِنْهٰا رِيٰاشًا ، أَوْ يَرْجُوَ فِيهٰا مُقٰامًا» أي لا يتّخذها زينة وتجمّلاً ولا يجعلها دار قرار كما أشار بذلك مؤمن آل فرعون حيث يحكي عنه القرآن الكريم : «يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ» (٥).
وفي الحديث : الدنيا دار من لا دار له ، ولها يجمع من لا عقل له ، و
__________________
١ ـ الزخرف : ٣٣ ـ ٣٥.
٢ ـ صحيح مسلم : ج ٣ ، ص ١٦٦٦ ، ح ٨٨ ، وأخرجه الهندي في كنزل العمّال : ج ٣ ، ص ٢٤٢ ، ح ٦٣٥٣ و ٦٣٥٤.
٣ ـ الجامع الصغير : ج ١ ، ص ٥٦٦ ، ح ٣٦٦٢ ، وتنبيه الخواطر : ج ١ ، ص ١٣٦.
٤ ـ كنز العمّال : ج ٣ ، ص ١٨٥ ، ح ٦٠٨٣ ، وص ١٨٧ ، ح ٦٠٨٨.
٥ ـ غافر : ٣٩.