عَتِيدٌ» (١) وقال تعالى : «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» (٢) وقال تعالى : «يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ» (٣).
وفي بعض الأخبار المكان والزمان يشهدان على الرجل بأعماله (٤).
وفي الحديث عن الصادق عليهالسلام في ذيل هذه الآية قال : إنّها نزلت في اُمّة محمّد وخاصة في كلّ قرن منهم إمام منّا شاهد عليهم ، ومحمّد شاهد علينا (٥).
قوله عليهالسلام : «فَبَلَّغَ رِسٰالٰاتِ رَبِّهِ غَيْرَ وٰانٍ» التبليغ : الإيصال والإسم : البلاغ بالفتح. و «الرسالة» بالكسر ، لغة : اسم من الإرسال وهو التوجيه ، وعرفاً تكليف الله تعالى بعض عباده بواسطة ملك يشاهده ويشافهه أن يدعو الخلق إليه ويبلّغهم أحكامه ، وقد تطلق على نفس الأحكام المرسل به.
«غير وان» قال الجوهري : «الونىٰ» : الضعف والفتور ، والكلال والإعياء ، وتوانىٰ في حاجته : قصّر (٦).
قوله عليهالسلام : «وَلٰا مُقَصِّرٍ» أي في التبليغ حتّى أنّه صلىاللهعليهوآله حضر يوم وفاته مع شدّة مرضه المسجد وقال : «وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ» (٧).
أيّها الناس لا يدّعي مدّع ولا يتمّنى متمنّ أنّه ينجور إلّا بعمل ورحمة ، ولو عصيت لهويت ، اللّهم هل بلّغت (٨).
__________________
١ ـ ق : ١٨.
٢ ـ الإسراء : ٣٦.
٣ ـ النور : ٢٤ ـ ٢٥.
٤ ـ مجمع البيان : ج ٣ ـ ٤ ، ص ٤٩.
٥ ـ الكافي : ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١.
٦ ـ الصحاح : ج ٦ ، ص ٢٥٣١.
٧ ـ البقرة : ٢٨١.
٨ ـ أعلام الورى : ١٣٤.