وستين سنة في سنة عشر من الهجرة ، فكان مقامه بمكة أربعين سنة ثم نزل عليه الوحي في تمام الأربعين ، وكان بمكة ثلاث عشر سنة ، ثم هاجر إلى المدينة وهو إبن ثلاث وخمسين سنة ، فأقام بالمدينة عشر سنين وقبض صلىاللهعليهوآله في شهر ربيع الأول يوم الإثنين لليلتين خلتامنه (١).
وقال سيف بن ذي يزن لجّده عبدالمطلب لمّا بَشّره به : أجد في الكتاب الناطق ، والعلم السابق : أنّ يثرب دار ملكه ، وبها إستحكام أمره وأهل نصرته وموضع قبره (٢).
قوله عليهالسلام : «عَلٰا بِهٰا ذِكْرُهُ» أي علىٰ بطيبة ذكره صلىاللهعليهوآله لفوزه على أعدائه من الكفّار واليهود وغيرهم بنصرة أهلها ولذا سمّي أهلها بالأنصار.
قوله عليهالسلام : «وَامْتَدَّ مِنْهٰا صَوْتُهُ» أي إنتشرت دعوته في الآفاق ، وكان إسمه يكرر في الأذان ، كما أخرجه الصدوق عن الصادق عليهالسلام كان اسم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يكرّر في الأذان فأوّل من حذفه إبن أروى (٣).
قوله عليهالسلام : «أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كٰافِيَةٍ» وهي القرآن وسائر معجزاته ، قال تعالى : «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ» (٤).
قوله عليهالسلام : «وَمَوْعِظَةٍ شٰافِيَةٍ» قال تعالى : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ» (٥) وغير ذلك من الآيات الدّالة على الوعد والوعيد وضرب الأمثال والتفكّر في الاُمم الماضية والعبرة بهم.
__________________
١ ـ كشف الغمّة : ج ١ ، ص ١٤ ، ذكر مولده صلىاللهعليهوآله.
٢ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة : ص ١٨٠ ، ذيل ح ٣٢ وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة : ج ٢ ، ص ٣.
٣ ـ من لا يحضره الفقيه : ج ١ ، ص ١٩٥ ، ح ٥١ / ٩١٣.
٤ ـ البقرة : ٢٣.
٥ ـ يونس : ٥٧.