كقوله تعالى : «لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ» (١). وكقوله تعالى : «لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ» (٢).
وإليك نموذجاً واحداً من معجزاته كما جاء في المناقب : أجمع المفسّرون والمحدّثون في قوله تعالى : «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ» (٣) إنّه قد إجتمع المشركون ليلة بدر إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقالوا : إن كنت صادقاً فشقّ لنا القمر فرقتين ، قال : إن فعلت تؤمنون؟ قالوا : نعم ، فأشار إليه بإصبعه فانشقّ ، رؤى حرى بين فلقيه ، وفي رواية نصفاً على أبي قبيس ، ونصفاً على فعيقان (٤).
وفي رواية نصفه على الصفاء ونصف الآخر على المروة ، فقال صلىاللهعليهوآله : إشهدوا إشهدوا ، فقال ناس : سحرنا محمّد ، فقال رجل : إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلّهم. فنزلت هذه الآية : «وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ» (٥) وفي رواية جاء المسافرون من كلّ وجه وقالوا : بأنّهم رأوا مثل ما رأوا :
والقمر والبدر المنير شقّه |
|
فقيل سحر عجب لما رأى (٦) |
قوله عليهالسلام : «وَظُهُورِ الْفَلَجِ» أي لإستبانة الإنكسار والإنهيار في صفوف الأعداء ، قال تعالى : «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» (٧).
قوله عليهالسلام : «وَإِيضٰاحِ الْمَنْهَجِ» أي أنّ منهجه واضح ، وسلوكه قويم ،
__________________
١ ـ النساء : ١٦٥.
٢ ـ الأنفال : ٤٢.
٣ ـ القمر : ١.
٤ ـ جبل بمكة وجهه إلى أبي قبيس.
٥ ـ القمر : ٢.
٦ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٢٢ ـ ١٢٣.
٧ ـ الفتح : ٢٨.