بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم ويوَدّون إليه تبليغهم الرسالة ، ووكلّ بمحمّد صلىاللهعليهوآله ملكاً عظيماً منذ فصل عن الرضاع يرشده إلى الخيرات ومكارم الأخلاق ، ويصدّه ، عن الشرّ ومساوئ الأخلاق ، وهو الذي كان يناديه : السلام عليك يا محمّد يا رسول الله ، وهو شاب لم يبلغ درجة الرسالة بعد ، فيظن أنّ ذلك من الحجر والأرض ، فيتأمل فلا يرى شيئاً (١).
وأخرجه الكليني بإسناده عن رفاعة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان عبدالمطلب يفرش له بفناء الكعبة لا يفرش لأحد غيره ، وكان له ولد يقومون على رأسه فيمنعون من دنا منه ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو طفل يدرج حتّى جلس على فخذيه ، فأهوى بعضهم إليه لينحّيه عنه ، فقال له عبدالمطلب : عليهالسلام إبني فإنّ الملك قد أتاه (٢).
وقال إبن ميثم البحراني : وروى أنه صلىاللهعليهوآله قال : أذكر وأنا إبن سبع سنين ، وقد بنى إبن جدعان داراً بمكة ، فجئت مع الغلمان نأخذ التراب والمدر في حجورنا فننقله فملأت حجري تراباً فانكشفت عورتي فسمعت نداءً من فوق رأسي يا محمّد صلىاللهعليهوآله أرخ إزارك فجعلت أرفع رأسي فلا أرى شيئاً إلّا إنّنى أسمع الصوت فتماسكت ولم أرخه ، فكأنّ إنساناً ضربني على ظهري فخررت بوجهي فانحلّ إزاري فسترني وسقط التراب إلى الأرض فقمت إلىٰ دار عمّي أبي طالب ولم أعد (٣).
قوله عليهالسلام : «يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكٰارِمِ» إنّ سمّو أخلاق الرسول صلىاللهعليهوآله
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ١٣ ، ص ٢٠٧ ، وأخرجه إبن ميثم البحراني في شرحه : ج ٤ ، ص ٣١٤.
٢ ـ الكافي : ج ١ ، ص ٤٤٨ ، ح ٢٦.
٣ ـ شرح نهج البلاغة لإبن ميثم البحراني : ج ٤ ، ص ٣١٤ ، وأورده إبن أبي الحديد في شرحه : ج ١٣ ، ص ٢٠٨ ، نقلاً عن أمالي محمّد بن حبيب فراجع.