قام النبيّ صلىاللهعليهوآله بالتحكيم بينهم ، فكان قضاؤه أن يوضع الحجر الأسود في ردائه ، فتأخذ كلّ قبيلة من القبائل المشتركة في البناء بطرف من الرداء ، ثم يحمل الحجر الأسود بهذه الطريقة ، ويقرّب إلى موضعه من الكعبة. فرضوا بحكمه ، واستجابوا له وحين أوصلوا الحجر الأسود محمولاً بهذه الكيفيّة ، رفع الرسول صلىاللهعليهوآله الحجر الأسود بيده الشريفة ووضعه في موضعه ، ثم بنى عليه (١).
وفي الحديث عن إبن عبّاس قال : لما اُنزلت : «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» (٢) صعد رسول الله صلىاللهعليهوآله على الصفا فقال : «يا معشر قريش!» فقالت قريش : محمّد على الصفا يهتف ، فأقبلوا واجتمعوا. فقالوا : مالك يا محمّد؟ قال : أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدّقونني؟
قالوا : نعم. أنت عندنا غير متّهم وماجربنّا عليك كذباً قط ، قال : «نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» (٣) يا بني عبدالمطلب يا بني عبد مناف يا بني زهرة حتّى عدد الأفخاذ من قريش ، إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين (٤).
* * *
__________________
١ ـ تاريخ الطبري : ج ١ ، ص ٥٢٦.
٢ ـ الشعراء : ٢١٤.
٣ ـ سبأ : ٤٦.
٤ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٥٦.