بِكَ يٰا رَسُولَ اللهِ ، وأَوَّلُ مَنْ اٰمَنَ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مٰا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللهِ تَعٰالىٰ تَصْديِقًا بِنُبُوَّتِكَ وَإِجْلٰالًا لِكَلِمَتِكَ. فَقٰالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ : بَلْ سٰاحِرٌ كَذّٰابٌ ، عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ! وَهَلْ يُصَدِّقُكَ فِى أَمْرِكَ إِلّٰا مِثْلُ هٰذٰا؟! (يَعْنُونَنِى).
قوله عليهالسلام : «وَلَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ لَمّٰا أَتٰاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقٰالُوا لَهُ : يٰا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيمًا لَمْ يَدَّعِهِ اٰبٰاؤُكَ وَلٰا أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ» إشارة إلى بعض معجزاته ، فقد ذكر منها أربعاً.
أحدها : مجيئ الشجرة إليه ، والثانية إخباره صلىاللهعليهوآله بعدم تصديقهم له بعد رؤيته الآية والمعجزة ، والثالثة : من يقتل منهم في بدر ، ويطرح في بئر كعتبة وشيبة إبني ربيعة ، وأبي جهل ، وأميّه بن عبد شمس ، والوليد بن المغيرة ، وغيرهم. الرابعه : أنّ فيهم من يحزّب الأحزاب عليه : نحو أبوسفيان بن حرب ، وعمروبن ود ، وصفوان بن أُميّه ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهل بن عمرو وغيرهم.
وذكر السروي : أنّ للنبيّ صلىاللهعليهوآله أربعة آلاف وأربعماءة وأربعين معجزة ، وقد ذكرت منها : ثلاثة آلاف تنقسم إلى أربعة أقسام :
قسم قبل ميلاده ، وقسم بعد ميلاده قبل بعثته ، وقسم بعد بعثته ، وقسم بعد وفاته (١).
وقال الجزري : وقد صنّف العلماء في معجزات النبيّ صلىاللهعليهوآله كتباً كثيرة ذكروا فيها كلّ عجيبة (٢).
وفي تفسير العسكري عليهالسلام : قال عليهالسلام : قلت لأبي علي بن محمّد عليهماالسلام :
__________________
١ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٤٤.
٢ ـ الكامل في التاريخ : ج ٢ ، ص ٤٧.