قوله عليهالسلام : «فَقٰالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ : إِنَّ اللهَ عَلىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ» أي غير عاجز عن شيئ.
قوله عليهالسلام : «فَإِنْ فَعَلَ اللهُ لَكُمْ ذٰلِكَ أَتُؤْمِنُونَ وَتَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ. قٰالُوا : نَعَمْ» إنّما نسب صلىاللهعليهوآله الفعل إلى الله سبحانه ولم ينسبه إلى نفسه تنبيهاً لهم على أنّ ما يفعله ويصدر منه صلىاللهعليهوآله فإنّما هو فعل الله سبحانه وهو صلىاللهعليهوآله مظهر له كما قال الله تعالى : «وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ» (١).
قوله عليهالسلام : «قٰالَ : فَإِنِّى سَأُرِيكُمْ مٰا تَطْلُبُونَ ، وَإِنِّى لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لٰا تَفِيؤُنَ إِلىٰ خَيْرٍ» أي لا تكون لكم عاقبة حسنة ، فيقتل منكم طائفة ويطرح في بئر بدر ، وتبقى طائفة ، وتحزّب الأحزاب علينا.
هذا وجدير بالذكر : بأن قوله صلىاللهعليهوآله : «أني لأعلم أنّكم لا تفيئون إلى الخير» يكون من معجزاته الإخبارية التي هي كثيرة فنحن نذكر نبذة منها.
منها : قوله صلىاللهعليهوآله : لما قال لعمّه العباس بعد أسره يوم بدر : أفد نفسك وإبني أخيك ، يعني عقيلاً ونوفلاً ، وحليفك ، يعني عتبة بن أبي جحدر ، فإنّك ذومال.
فقال : إن القوم إستكرهوني ولا مال عندي.
قال : فأين المال الذي وضعته بمكّة عند أمّ الفضل حين خرجت ولم يكن معكما أحد وقلت : إن أصبت في سفري فللفضل كذا وكذا ولعبد الله كذا ولقثم كذا؟
قال : والذي بعثك بالحقّ نبيّا ما علم بهذا أحد غيرها ، وإنّي لأعلم إنّك لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، ففدّىٰ نفسه بماءة أوقية ، وكلّ واحد بماءة أوقية (٢).
__________________
١ ـ الأنفال : ١٧.
٢ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٠٧ ـ ١٠٨.