وهل كنت إلّا بشراً رسولاً؟ لا يلزمني إلّا إقامة حجّة الله التي أعطاني ، وليس لي أن آمر على ربّي ولا أنهى ولا اُشير ، فأكون كالرسول الذي بعثه ملك إلى قوم من مخالفيه فرجع إليه يأمره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه الحديث (١).
وفي حديث آخر : قيل لأميرالمؤمنين عليهالسلام : هل كان للنبيّ صلىاللهعليهوآله آية مثل آية موسى عليهالسلام في رفعة الجبل فوق رؤوس الممتنعين عن قبول ما أمروا به؟.
فقال أميرالمومنين عليهالسلام : أي والذي بعثه بالحقّ نبيّا ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن إنتهى إلى محمّد صلىاللهعليهوآله إلّا وقد كان لمحمّد صلىاللهعليهوآله مثلها أوأفضل منها الحديث (٢).
قوله عليهالسلام : «وَنَحْنُ نَسأَلُكَ أَمْرًا إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنٰا إِلَيْهِ وَأَرَيْتَنٰاهُ عَلِمْنٰا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَرَسُولٌ ، وَإِنْ لَمْ تفْعَلْ عَلِمْنٰا أَنَّكَ سٰاحِرٌ كَذّٰابٌ» لأنّ عدم إجابتك ما سألناه منك دليل على عدم قدرتك من إتيان المعجزة الدّالة على صحّة نبوّتك.
قوله عليهالسلام : «فَقٰالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ : وَمٰا تَسْأَلُونَ؟ قٰالُوا : تَدْعُوا لَنٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ حَتّٰى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهٰا وَتَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ» إجابة لدعوتك ، وحديث الشجرة حديث مستفيض قد ذكره المحدّثون في كتبهم والمفسّرون في تفاسيرهم ، والمتكلّمون في معجزات النبيّ صلىاللهعليهوآله والأكثرون قد رووه بمثل ما جاء في خطبة أميرالمؤمنين عليهالسلام ، ومنهم من رواه مختصراً ، ومنهم من رواه بلفظ آخر ، وفي قضيّة اُخرى كالبيهقي في دلائل النبوّة فراجع (٣).
__________________
١ ـ تفسير الإمام العسكري : ص ٥٠٠ ـ ٥١٤ ، وأخرجه الطبرسي في الإحتجاج : ج ١ ، ص ٤٧ ـ ٦٨ ، ح ٢٢.
٢ ـ الإحتجاج : ج ١ ، ص ٦٨ ، ح ٢٣.
٣ ـ دلائل النبوّة : ج ٦ ، ص ٢٥٢ ـ ٢٥٤.