في حديث وما من قريش رجل جرى عليه المواسي إلّا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى جنّة أو إلى النار ، فقال قائل : فما نزل فيك يا أميرالمؤمنين؟ قال : «أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ» (١). محمّد صلىاللهعليهوآله على بيّنة من ربّه ، وأنا شاهد منه أتلو آثاره (٢).
وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله له في الحديث المتواتر : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدى (٣) ، هذا وقد حكى الله تعالى منازل هارون من موسى في قوله : «هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا» (٤).
قوله عليهالسلام : «فَلَمّٰا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلىٰٰ ذٰلِكَ» أي مجيئ الشجرة إليه.
قوله عليهالسلام : «قٰالُوا عُلُوًّا واسْتِكْبٰارًا : فَمُرْهٰا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهٰا وَيَبْقىٰ نِصْفُهٰا. فَأَمَرَهٰا بِذٰلِكَ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهٰا كَأَعْجَبِ إِقْبٰالٍ وَأَشَدِّهِ دَوِيًّا» الدوي : أي صوت ليس بالعالي كصوت النحل ، والمراد أنّهم سمعوا صوتاً شديداً يدلّ على قبول الحق.
والظاهر أنّ في العبارة سقط ، والأصل هكذا : فمرها فلترجع إلى مكانها ، فأمرها فرجعت ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : فمرها فليأتك نصفها إلى آخر قوله عليهالسلام.
قوله عليهالسلام : «فَكٰادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ» أي تجتمع برسول الله صلىاللهعليهوآله.
__________________
١ ـ هود : ١٧.
٢ ـ أخرجه الحسكاني في شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٣٦٦ ـ ٣٦٧ ، ح ٣٨٤ ، ونحوه ح ٣٨٥ و ٣٨٦ ، والعياشي في تفسيره : ج ١ ، ص ١٤٢ ـ ١٤٣ ، ح ١٣ ، والفرات الكوفي في تفسيره : ص ١٨٨ ، ح ٢٣٩ / ٢١.
٣ ـ أخرجه إبن عساكر في ترجمة علي عليهالسلام : ج ١ ، ص ٣٠٦ ـ ٣٩٤ ، ح ٣٣٦ ـ ٤٥٦.
٤ ـ طه : ٣٠ ـ ٣٥.