فقام إليه ركانة يصارعه ، فلمّا بطش به رسول الله صلىاللهعليهوآله أضجعه ، وهو لا يملك من نفسه شيئاً ، ثم قال : عُد يا محمّد ، فعاد فصرعه ، فقال : يا محمّد : والله إنّ هذا للعجب ، أتصرعني؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : وأعجب من ذلك إن شئت أن أُريكه ، إن إتّقيت الله واتّبعت أمري ، قال : ما هو؟
قال : أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني ، قال : اُدعها. فدعاها فأقبلت ، حتّى وقفت بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فقال لها : إرجعى إلى مكانك ، قال : فرجعت إلى مكانها.
قال : فذهب ركانة إلى قومه فقال. يا بنى عبد مناف ساحروا بصاحبكم أهل الأرض ، فوالله ما رأيت أسحر منه قط ، ثم أخبرهم بالذي رأى والذي صنع (١).
وقريب منه ما في اُسد الغابه فراجع (٢).
قوله عليهالسلام : «فقُلْتُ أَنَاَ : لٰا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ ، إِنِّى أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يٰا رَسُولَ اللهِ ، وأَوَّلُ مَنْ اٰمَنَ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مٰا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللهِ تَعٰالىٰ» أي أنّ أميرالمؤمنين عليهالسلام لما رأى هذه المعجزة أقرّ بالشهادتين كما أقرّ بأنّ الشجرة فعلت ما فعلت.
قوله عليهالسلام : «تَصْديِقًا بِنُبُوَّتِكَ وَإِجْلٰالًا لِكَلِمَتِكَ» أي قوله عليهالسلام يا أيّها الشجرة ، إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر إلى آخره
قوله عليهالسلام : «فَقٰالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ : بَلْ سٰاحِرٌ كَذّٰابٌ» أي مدلّس ومموّه لا أصل لما فعلته ، بل هو تخيّل لا حقيقه له ، وإنّك كذّاب فيما تدعوننا إليه من الإيمان بالله ووحدانيّته.
__________________
١ ـ السيرة النبويّة لإبن هشام : ج ٢ ، ص ٣١.
٢ ـ اُسد الغابة : ج ٢ ، ص ٩٠.