وقد حكى الله عنهم ذلك بقوله : «وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ» (١).
وفي تفسير القمي قال : لما أظهر رسول الله صلىاللهعليهوآله الدعوة بمكة إجتمعت قريش إلى أبي طالب عليهالسلام وقالوا : يا أبا طالب إنّ إبن أخيك قد سفّه أحلامناً ، وسبّ آلهتنا ، وأفسد شبّاننا ، وفرّق جماعتنا ، فإن كان الذي يحمله على ذلك العدم ، جمعنا له مالاً حتّى يكون أغنىٰ رجل في قريش ، ونملكه علينا ، فأخبر أبوطالب رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك ، فقال : لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته ، ولكن يعطوني كلمة يملكون بها العرب ويدين لهم بها العجم ويكونون ملوكاً في الجنّة ، فقال لهم أبوطالب : ذلك ، فقالوا : نعم وعشر كلمات ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله تشهدون أن لا إلٰه إلّا الله ، وإنّي رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : ندع ثلاثماءة وستّين إلٰها ونعبد إلٰها واحداً (٢).
قوله عليهالسلام : «عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ» لما شاهدوا من سرعة عمله صلىاللهعليهوآله الذي يعجز عنه غيره بأسرع ما يمكن أن يأتي به غيره من دون أيّ نفث في العقد أو إتيان أي وسيلة من أسباب السحر.
قوله عليهالسلام : «وَهَلْ يُصَدِّقُكَ فِى أَمْرِكَ إِلّٰا مِثْلُ هٰذٰا؟! (يَعْنُونَنِى)» أي يقصدونني ، استخفافاً به عليهالسلام.
ونظيره ما رواه الطبري في حديث عن إبن عبّاس عن علي بن أبي
__________________
١ ـ ص : ٤ ـ ٥.
٢ ـ تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٢٨ ، س ١٦ ، ونحو ذلك أخرجه الكليني في الكافي : ج ٢ ، ص ٦٤٩ ، ح ٥ ، باب التسليم على أهل الملل.