عند الله الرضوان والخلود في الجنان ، ومن عصاني قاتلته حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين الحديث (١).
قوله عليهالسلام : «وَتَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّةٍ» أي تجرّع الغموم والهموم من أذى قريش والمشركين له صلىاللهعليهوآله لأجل تحصيل رضى الرّب المؤدّي إلى رضوانه تعالى.
وفي المناقب إن طارق المحاربي قال : رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله في سويقة ذي المجاز ، وعليه حلّة حمراء وهو يقول : يا أيها الناس قولوا لا إلٰه إلّا الله تفلحوا ، وأبو لهب يتبعه ويرميه بالحجارة ، وقد أدمى كعبيه وعرقوبيه ، وهو يقول : يا أيّها الناس لا تطيعوه فإنّه كذاب (٢).
وفي الخبر : نهى أبوجهل : رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الصّلاة وقال : إن رأيت محمّدًا يصلّي لأطأنّ عنقه ، فنزل : «فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا» (٣) (٤).
وعن الزهري : لمّا توفي أبوطالب ، واشتدّ على النبيّ صلىاللهعليهوآله البلاء ، عمد إلى ثقيف بالطائف رجاء أن يأويه سادتها : عبد نائل ، ومسعود ، وحبيب بنو عمروبن نمير الثقفي ، فلم يقبلوه ، وتبعه سفاؤهم بالأحجار ، ودموا رجليه ، فخلّص منهم ، واستظلّ في ظل حبلة (٥) منه ، وقال : اللّهمّ إنّى أشكو إليك من ضعف قوتي ، وقلّة حيلتي وناصري وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين. فأنفذ عتبة وشيبة إبنا ربيعة إليه بطبق عنب على يدي
__________________
١ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٥٩.
٢ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٥٦.
٣ ـ الإنسان : ٢٤.
٤ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٥٧.
٥ ـ الحُبلة ـ بالضمّ ـ الكرم أو أصل من أصوله.