بوجود الأنبياء السابقين مشرقة مضيئة بأنوار هدايتهم ، فأظلمت بهجتها أي ذهب حسنها ونضارتها بطول زمان الفترة وتمادي مدّة الغفلة والضلالة.
قوله عليهالسلام : «وَقٰامَتْ بِأَهْلِهٰا عَلىٰ سٰاقٍ» إشارة إلى أنّ الدنيا كانت في زمان الفترة أي قبل بعثته صلىاللهعليهوآله في غاية الشدّة بأهلها من ضيق المعيشة ، والقتل والدمار وإثارة الفتن ، وتهييج الشرور والمفاسد ، وغير ذلك.
قوله عليهالسلام : «وَخَشُنَ مِنْهٰا مِهٰادٌ» المهاد : الفراش ، وكنى به عليهالسلام عن عدم الإستقرار بها ، وفقدان طيب العيش والراحة.
قوله عليهالسلام : «وَأَزِفَ مِنْهٰا قِيٰادٌ» أي قرب زمان إنقيادها إلى الفناء والزوال.
قوله عليهالسلام : «فِى انْقِطٰاعٍ مِنْ مُدَّتِهٰا» أي بانقضائها وفنائها.
قوله عليهالسلام : «وَاقْتِرٰابٍ مِنْ أَشْرٰاطِهٰا» اقتباس من قوله تعالى : «فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا» (١) أي آياتها وعلاماتها الدّالة على زوالها ، وإضافتها إلى الدنيا لأنّها تحدث في الدنيا وإن كانت هي من علامات وأشراط الساعة.
قوله عليهالسلام : «وَتَصَرُّمٍ مِنْ أَهْلِهٰا» أي الإنقطاع منهم.
قوله عليهالسلام : «وَانْفِصٰامٍ مِنْ حَلْقَتِهٰا» فصم الشيئ : كسره من غير أن يبيّن. قاله الجوهري (٢) والمراد هنا أي الإنكسار في العقائد الباطلة في زمن الفترة. أي في زمن الجاهليّة.
قوله عليهالسلام : «وَانْتِشٰارٍ مِنْ سَبَبِهٰا» السبب : كلّ شيئ يتوصّل به إلى غيره يقال له : السبب والسبب ايضاً : الحبل قاله الجوهري (٣) والمراد إنتشار حبل الإسلام.
__________________
١ ـ محمّد : ١٨.
٢ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ٢٠٠٢ ، مادة «فصم».
٣ ـ الصحاح : ج ١ ، ص ١٤٥ ، مادة «سبب».