قوله عليهالسلام : «وَأَكْرَمَهُ عَنْ دٰارِ الدُّنْيٰا» أي أعزّه عن اللبث والبقاء في دار الدنيا.
قوله عليهالسلام : «وَرَغِبَ بِهِ عَنْ مُقٰارَنَةِ الْبَلْوىٰ» أي صرفه عن الإقامة في دار الدنيا الّتي هي دار بالبلاء محفوفة.
قوله عليهالسلام : «فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاٰلِهِ» أي بعد ما بلّغ رسالات ربّه.
روى الطبري عن إبن مسعود قال : نعى إلينا نبيّنا وحبيبنا صلىاللهعليهوآله نفسه قبل موته بشهر إلى أن قال : فقلنا متى أجلك؟
قال : قددنا الفراق والمنقلب إلى الله ، وإلى سدرة المنتهى.
قلنا : فمن يغسلك يا نبي الله؟
قال : أهلي الأدنىٰ فالأدنىٰ.
قلنا : ففيم نكفنك يا نبيّ الله؟
قال : في ثيابي هذه إن شئتم ، أوفي بياض مصر ، أوفي حلّة اليمانيّة إلى أن قال : إذا غسّلتموني ، وكفّنتموني ، فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري ، ثم أخرجوا عنّي ساعة ، فإنّ أوّل من يصلّي علّي جليسي وخليلي جبرئيل ، ثم ميكائيل ، ثم إسرافيل ، ثم ملك الموت مع جنود كثيرة من الملائكة بأجمعها ، ثم اُدخوا علّي فوجاً فوجاً ، فصلّوا عليّ وسلّموا تسليماً. إلى أن قال : قلنا فمن يدخلك في قبرك يا نبي الله؟.
قال : أهلي مع ملائكة كثيرين ، يرونكم من حيث لا ترونهم (١).
* * *
__________________
١ ـ تاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ٢٢٨ ، سنة ١١ ، ذكر الأحداث التي كانت فيها.