وكقول النبي صلىاللهعليهوآله : «شفاعتي لأهل الكبائر من اُمّتي» (١).
وفي حديث آخر عنه صلىاللهعليهوآله : «إن اُمّتي يأتون يوم القيامة غرّاً محجّلين» (٢).
النوع الثاني : اُمّة الدعوة : وهم الذين بعث اليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله من مسلم وكافر ، ومنه قوله صلىاللهعليهوآله : والذي نفس محمّد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الاُمّة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي اُرسلت به إلّا كان من أصحاب النار (٣).
فهؤلاء هم الذين بعث الله إليهم النبيّ في زمان الفترة التي كانوا يعيشون في ظلمة الجهل والضلال غافلين عن أمر المعاد ، وكان الفقر والمرض تسيطران عليهم بحيث دعت بعضم إلى قتل أولادهم والتخلّص منهم خشية إملاق وخوفاً من الإرتزاق عليهم.
قوله عليهالسلام : «وَاعْتِزٰامٍ مِنَ الْفِتَنِ» قال : إبن أبي الحديد : كأنّه عليهالسلام جعل الفتن معتزمة ، أي : مريدة مصمّمة للشغب والهرج. ويروى «واعتراض» كما يروى «واعترام» بالراء المهملة من العرام ، وهي : الشدة (٤).
قوله عليهالسلام : «وَانْتِشٰارٍ مِنَ الْأُمُورِ» أي أنّ اُمور الخلق متشتّة ومتفرّقة غير منتظمة ليس لهم قانون عدلي يحكم بينهم بالمساواة فحياتهم هرج ومرج.
قوله عليهالسلام : «وَتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ» التلظّي : الإلتهاب والإشتعال شبّه عليهالسلام الحرب : بالنار في الإحتراق والهلاك وأسند إليها التلظّي على
__________________
١ ـ سنن أبي داود : ج ٤ ، ص ٢٣٦.
٢ ـ مسند أحمد بن حنبل : ج ٢ ، ص ٤٠٠.
٣ ـ صحيح مسلم : ج ١ ، ص ١٣٤ ، ح ٢٤٠.
٤ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ٦ ، ص ٣٨٨.