أن يبعث وبقيت له بقيّة ، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ، فنسيت ، ثم ذكرت بعد ثلاث. فجئت فإذا هو في مكانه. فقال : يا فتى! لقد شققت عليّ ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك (١).
وفي الخبر إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه ، ثم جزأ جزءهَ بينه ، وبين النّاس فيسرد ذلك بالخاصّة على العامّة ولا يدّخر عنهم منه شيئاً (٢).
قوله عليهالسلام : «وَكَلٰامُهُ الْفَصْلُ» الفارق بين الحق والباطل ، وقال صلىاللهعليهوآله : اُوتيت جوامع الكلم (٣).
قوله عليهالسلام : «وَحُكْمُهُ الْعَدْلُ» وفي الخبر أعطى النبيّ صلىاللهعليهوآله يهود خيبر أرضها ونخلها بالمناصفة ، فلمّا أدركت الثمرة بعث عبدالله بن رواحة ، فقوّم عليهم ، وخرص ، فقال لهم : إما أن تأخذوه وتعطوني نصف التمر وإمّا آخذه وأعطيكم نصف التمر ، فقالوا : بهذا قامت السماوات والأرض (٤).
قوله عليهالسلام : «أَرْسَلَهُ عَلٰى حِينِ فَتْرَةٍْ» أي على حين إنقطاع الرسل ، إذ بالضرورة أنّ الرسل إلى زمان رفع عيسى عليهالسلام إلى السماء كانت كثيرة ، وبعد رفع عيسى إنقطع الوحى والرسالة إلى زمان نبيَّنا محمّد صلىاللهعليهوآله والفاصل من الزمان كان خمسماءة سنة حسب بعض روايات الشيعة وستماءة سنة كما جاء في صحيح البخاري
__________________
١ ـ سنن أبي داود : ج ٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ٤٩٩٦.
٢ ـ معاني الأخبار : ص ٨١ ، باب معاني ألفاظ وردت في صفة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، والطبقات الكبرىٰ : ج ١ ، ص ٣٢٥.
٣ ـ صحيح مسلم : ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ٥٢٣ / ٧ و ٨.
٤ ـ مسند إبن حنبل : ج ٢ ، ص ٢٤.