قوله عليهالسلام : «وَثُنِيَتْ إِلَيْهِ أَزِمَّةُ الْأَبْصٰارِ» ثنيت أي : رفعت ، والأزمّة : كالأئمّة ، جمع زمام ، أي الشدّة ، والمراد عطفت إليه شدّة البصائر والقلوب إليه ، وهذا كناية عن إلتفات الأمة إليه وتلقّيهم له بقلوبهم ومحبّة الأبرار له صلىاللهعليهوآله وإجابة لدعوة إبراهيم الخليل عليهالسلام حيث قال : «رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ» (١) أي أسكنت بعض ولدي وهو إسماعيل ومن ولد منه.
وفي مجمع البيان : روي عن الباقر عليهالسلام أنّه قال : نحن بقيّة تلك العترة ، وقال : كانت دعوة إبراهيم عليهالسلام لنا خاصّة (٢).
وروى العيّاشي في تفسيرة عن الباقر عليهالسلام قال : نحن هم ، ونحن بقيّة تلك الذريّة (٣).
وفي تفسير العيّاشي (٤) والقمّي : عن الباقر عليهالسلام نحن والله بقيّة تلك العترة (٥).
وفي الإحتجاج : عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : والأفئدة من الناس تهوي إلينا ، وذلك دعوة إبراهيم عليهالسلام حيث قال : فاجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا (٦).
وجاء في بصائر الدرجات : عن الصّادق عليهالسلام في حديث : فاجعل
__________________
١ ـ إبراهيم : ٣٧.
٢ ـ مجمع البيان : ج ٥ ـ ٦ ، ص ٣١٨ ، س ٢٦.
٣ ـ تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٣١ ، ح ٣٥.
٤ ـ تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٧١ ، س ٢٠.
٥ ـ تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣٢ ، ح ٣٦.
٦ ـ الإحتجاج : ج ١ ، ص ٢٣٥ ، إحتجاجه عليهالسلام على الناكثين بيعته.