لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (١) وأمّا في مماتي. فتعرض عليّ أعمالكم فأستغفر لكم (٢).
قوله عليهالسلام : «وَبَشِيرًا وَنَذِيرًا» أي يكون صلوات الله عليه مبشّراً لمن إتّبعه بالثواب ، ونذيراً لمن خالفه بالعقاب قال الله : «إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ» (٣).
قوله عليهالسلام : «خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلًا»أي خير الناس طفلاً وأفضل الخلق طفوليّةً بسلوكه ومشيه في صباه ، قال عكرمة : كان يوضع فراش لعبدالمطلب في ظلّ الكعبة ، ولا يجلس عليه اُحد إلّا هو إجلالاً له ، وكان بنوه يجلسون حوله حتّى يخرج ، فكان النبيّ صلىاللهعليهوآله يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه ، فقال لهم عبدالمطلب : دعوا إبني ، فوالله إنّ له لشأناً عظيماً (٤).
وفي المناقب عن أبي طالب : لم أرمنه كذبة قط ، ولا جاهليّة قط ، ولا رأيته يضحك في غير موضع الضحك ، ولا يدخل مع الصبيان في لعب ، ولا إلتفت إليهم ، وكانت الوحدة أحبّ إليه (٥).
وقال المسعودي : قال أبوه عبدالله فيه :
الحمدلله الذي أعطاني |
|
هذا الغلام الطيّب الأردان |
قد ساد في المهد على الغلمان |
|
أعيذه بالبيت ذي الأركان (٦) |
وفي المناقب : قال أبو طالب لأخيه عبّاس : يا عبّاس اُخبرك عن
__________________
١ ـ الأنفال : ٣٣.
٢ ـ الكافي : ج ٨ ، ص ٤٥٤ ، ج ٣٦١.
٣ ـ البقرة : ١١٩.
٤ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٣٥.
٥ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٣٧.
٦ ـ مروج الذهب : ج ٢ ، ص ٢٨٩.