إسحاق الكاتب ، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرفي ، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني ، نا أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني إملاء قال : سمعت مشيختنا منهم أبو عبيدة وغيره ، وأبو اليقظان وهو عامر بن حفص ولقبه سحيم وهو مولى بلعجيف ، ومحمّد بن سلام الجمحي قالوا (١) : وكان من بعده يعنون لقمان بن عاد : سطيح ولد في زمن سيل العرم وعاش إلى ملك ذي نواس وذلك نحو من ثلاثين قرنا ، وكان مسكنه البحرين وزعمت عبد القيس أنه منهم ، وتزعم الأزد أنه منهم ، وأكثر المحدثين يقولون هو من الأزد ولا يدرى ممن هو ، غير أن ولده يقولون : إنّهم من الأزد.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أخبرنا أبو الحسن الخرائطي قال : أنشدني أبو سهل الرازي لسطيح الكاهن (٢) :
عليكم بتقوى الله في السرّ والجهر |
|
ولا تلبسوا صدق الأمانة بالغدر (٣) |
وكونوا لجار (٤) الجنب حصنا وجنّة |
|
إذا ما عرته النائبات من الدهر |
أخبرنا أبو العزّ بن كادش إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٥) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أخبرني عمي عن أبيه ، عن ابن الكلبي قال :
كان أول من قال «برج الخفاء» (٦) أن رجلا من كندة يقال له صدّاد بن أسماء ، وأسماء أمه ، وهي امرأة من بني الحارث بن كعب ، وكانت تحت صدّاد امرأة من قومه كندية وامرأة من بني الحارث ، وكان له من ابنة عمه أربعة رجال ولم يكن له من الحارثية ولد فوقع على
__________________
(١) الخبر نقله ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٣٢٩ نقلا عن ابن عساكر.
(٢) البيتان في البداية والنهاية ٢ / ٣٣٠.
(٣) كذا بالأصل والبداية والنهاية ، وفي مختصر ابن منظور : بالعذر.
(٤) بالأصل : لجانب ، ولا يستقيم الوزن ، والمثبت عن البداية والنهاية.
(٥) الخبر بطوله رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ٤ / ٧ وما بعدها ، وانظر البداية والنهاية ٢ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠.
(٦) برح الخفاء ، مثل. معناه زال الستر ، وانكشف السرّ. وهو من قولهم : برح الرجل من مكانه إذا زال عنه. قال ثعلب : معناه صار في براح من الأرض ، وهو ما ظهر منها.
انظر جمهرة الأمثال للعسكري ١ / ٢٠٥ وفصل المقال ص ٥٧ ومجمع الأمثال للميداني ١ / ٦٣ والمستقصى للزمخشري ١٨٣ واللسان (برح).