أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي ، أنا أبو بكر (١) الخطيب ، أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادراني ، نا أبو القاسم الأنصاري سماك بن عبد الصمد بن سلام بن وديعة بن سماك بن رافع ، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ، نا وهب بن تميم ، عن الشعبي ، عن جيفان بن عرابة (٢) العنسي قال :
قدمت على عثمان في ثلاثمائة راكب من اليمن ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، أنا جيفان بن عرانة (٣) العنسي ، قدمت عليك من خبج (٤) وخبيج (٥) لتلحقنا بالمهاجرين وتجعل لنا سهما في المسلمين ، فقال عثمان : أخبرني عما مررت به من أفاريق العرب في بلاد اليمن فقلت له : يا أمير المؤمنين أمّا هذا الحي من بني الحارث بن كعب فحسبك أمراس (٦) ومسك (٧) أحماس (٨) ، إذا اشتد الباس ، وأما هذا الحي من مذحج فأنجاد بسل ، ومساعير غير عزل ، وأما هذا الحي من خثعم فجعابيب (٩) أصحاب أنابيب بنو أب وأولاد علة ، وأما هذا الحي من الأزد فكرام في الجاهلية سادة ، وحماة في الإسلام ، قادة ، وأما هذا الحي من حمير فبخ بخ أولئك الملوك أرباب الملوك فقال عثمان : مرحبا بأهل اليمن ، أعلام في الدين قادة في المسلمين ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، ورحا الإسلام دائرة فيما ولد قحطان ، والجفوة والقسوة فيما ولد عدنان ، حمير رأس العرب ونابها ، ومذحج هامتها وعصامتها (١٠) ، والأزد كاهلها
__________________
(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٢) كذا بالأصل : جيفان بن عرابة ، وفي الإكمال ٦ / ١٨٤ جيفان بن عرانة. وبهامشه عن زيادات المستغفري : خيفان. وقال المستغفري عرانة : بفتح العين المهملة والنون. ووقع في تبصير المنتبه : عرانة بتثقيل الراء والنون.
(٣) كذا ، ومرّ عرابة ، وانظر ما لاحظناه.
(٤) بدون إعجام بالأصل ، أعجمت عن مختصر ابن منظور ، وفي معجم البلدان : خبج يوزن زفر ، قرية من أعمال ذمار باليمن.
(٥) بدون إعجام ، بالأصل ، أعجمت عن مختصر أن منظور.
(٦) أمراس : جمع مرس بكسر الراء ، وهو الشديد الذي مارس الأمور وجربها (النهاية).
(٧) المسك جمع مسكة : وهو الرجل الذي لا يتعلق بشيء فيتخلص منه ، ولا ينازله منازل فيفلت (النهاية).
(٨) أي شجعان.
(٩) كذا بالأصل ، وهم القصار من الرجال جمع جعبوب ، وفي النهاية : صعابيب. وهم الصعاب أي الشداد.
(١٠) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور : وغلصمتها.