الثالث : أن لا تؤكد بما فإن أكدت بها امتنع عملها أيضا نحو : ماما زيد قائم.
الرابع : تأخير الخبر ، فإن تقدم امتنع عملها نحو : (ما مسيء من أعتب). وإذا امتنع في حال تقدم الخبر ففي حال تقدم معموله أولى نحو : ما طعامك زيدا آكل. نعم يغتفر تقدم معمول الخبر إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا للتوسع فيهما نحو : ما عندك زيد مقيما ، وما بي أنت معنيا. وقضية هذه العلة جواز تقدم الخبر إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا للتوسع فيهما نحو : ما عندك زيد. وبه صرح بعضهم ، لكن ظاهر إطلاقهم يقتضي خلاف ذلك ويظهر كما قال العلامة السيوطي جواز إعمالها إن كان الظرف المقدم الخبر والمنع إن كان معموله ، وإذا عطف على خبرها المنصوب بلكن أو ببل تعين في المعطوف الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف نحو : ما زيد قائما لكن قاعد ، أو بل قاعد. ولا يجوز النصب لأن المعطوف بهما موجب. وأما المعطوف بغيرهما فيجوز فيه الأمران والنصب أجود.
وتزاد الباء في خبر ما كما تقدم ، ولا يختص ذلك بخبر ما الحجازية بل تزاد في خبر ما التميمية خلافا للفارسي والزمخشري لوجود ذلك في أشعار بني تميم ونثرهم ولأن الباء إنما دخلت الخبر لكونه منفيا لا لكونه منصوبا. وقضية هذه العلة جواز زيادتها وإن بطل عمل ما لزيادة إن أو لتقدم الخبر وهو كذلك خلافا للكوفيين.
______________________________________________________
(قوله : ما مسيء من أعتب) أي أزال العتب ، والهمزة للسلب والعاتب الذي عاد إلى مسرتك بعد ما أساءك فكأنه لم يسىء لأن التوبة تجبّ ما قبلها. يقال : أعتب الرجل إذا أتى بعد الذنب بعمل صالح يزيل عنه العتب على ذنبه ، فالهمزة فيه للسلب كما في أعجمت الكتاب إذا أزلت عجمته بالشكل والتنقيط والتصحيح. ا ه.