والواو ياء لتطرفها بعد ضمة ، ولا يجوز إبقاؤها لأنه يؤدي إلى عدم النظير إذ ليس لنا اسم معرف آخره واو لازمة قبلها ضمة. وتسمى هذه اللغة لغة من لا ينتظر ، والمحذوف للترخيم إما حرف واحد كما مر أو حرفان. وإليه أشار بقوله :
(وألق حرفين بلا غفول |
|
من وزن فعلان ومن مفعول |
وتقول في مروان يا مرو اجلس |
|
ومثله يا منص فافهم وقس) |
أي احذف الحرف الأخير وما قبله مما استكمل شروط الترخيم وكان ما قبل آخره حرف لين ساكنا زائدا مكملا أربعة فصاعدا قبله حركة من جنسه كما مثل سواء كان على وزن فعلان أم مفعول أم لا فتقول في سلمان وعثمان ومسكين : يا سلم ، ويا عثم ، ويا مسك. وفي منصور على لغة من ينتظر : يا منص ، ببقاء ضمة الصاد ، وعلى اللغة الأخرى : يا منص بتقدير ضمة بناء غير تلك الضمة التي كانت قبل الترخيم بخلاف نحو : سفرجل وهبيخ ومختار وسعيد وفرعون ، فلا يحذف منه حرفان بل حرف واحد.
(ولا ترخم هند في النداء |
|
ولا ثلاثيا خلا من هاء |
وإن يكن آخره هاء فقل |
|
في هبة يا هب من هذا الرجل) |
أشار إلى أن الاسم الثلاثي المجرد من تاء التأنيث لا يرخم سواء كان مسماه مؤنثا كهند أو مذكرا كزيد ، لأنه إجحاف به بخلاف نحو هبة مما فيه تاء التأنيث فيجوز ترخيمه علما كان أم لا ، تقول في هبة : يا هب ، وفي ثبة ، وهي الجماعة : يا ثب أقبلي. وقد علم هذا مما قدمناه ومر أيضا عن بعضهم جواز ترخيم نحو حسن إجراء لهم جرى سقر.
(وقولهم في صاحب يا صاح |
|
شذّ لمعنى فيه باصطلاح) |
هذا جواب عن سؤال مقدر تقديره أن يقال : قد علم من كلامه أنه لا يرخم إلا العلم أو ما فيه تاء التأنيث فلم رخم صاحب مع أنه نكرة؟ فأجاب بأنه شاذ وإنما رخموه لمعنى فيه وهو كثرة استعماله في كلامهم كالعلم فعومل معاملته.