أمن اللبس كما تلحق بصفته لأن المصغر في معنى الموصوف كنار وسن ودار وأذن ، فتقول : نويرة وسنينة ودويرة وأذينة. وشمل كلامه ما هو ثلاثي في الأصل كيد ، تقول فيه : يدية ، بخلاف الرباعي المؤنث المعنوي كزينب وسعاد وما فيه ألف التأنيث كحبلى وصحراء فإن التاء لا تلحق ذلك. ومثله الثلاثي المؤنث عند خوف اللبس كخمس ونحوه في عدد المؤنث إذ لو لحقته لالتبس بعدد المذكر وكشجر وبقر إذ لو لحقته لالتبس بتصغير شجرة وبقرة ، فإن سمي به مذكر كأذن علم لرجل فالجمهور على أنه لا تلحقه التاء إذا صغر اعتبارا بما آل إليه من التذكير. وذهب يونس إلى أنها تلحقه اعتبارا بأصله محتجا بقولهم : عروة بن أذينة ، ومالك بن نويرة ، وعيينة بن حصن ، وفيه نظر.
(وصغر الباب فقل بويب |
|
والناب إن صغرته نييب |
لأن بابا جمعه أبواب |
|
والناب أصل جمعه أنياب) |
إذا كان ثاني الثلاثي منقلبا عن لين رددته في التصغير إلى أصله لأن التصغير كالجمع يردّ الأشياء إلى أصولها ، فيقال في باب بويب ، لأن ألفه بدل من واو بدليل جمعه على أبواب وأصله بوب قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ويقال في ناب الضرس : نييب ، لأن ألفه بدل من ياء بدليل جمعه على أنياب ، وأصله نيب قلبت باؤها ألفا كما تقدم. وإنما يرجع فيهما إلى الأصل لزوال موجب البدل وهو انفتاح ما قبل حرف العلة فإن جهل أصل الألف ردت إلى الواو كعاج وصاب اسم لنبت كريه الطعم ، فتقول : عويج وصويب ، ويقال في ثوب وبيت ثويب وبييت بلا قلب بخلاف نحو ريح وقيمة فيقال فيهما : رويح وقويمة بالواو لأنها الأصل المنقلب عنه ، وشذ في نحو عيد عييد لأنه من عاد يعود. وإنما قالوا ذلك كراهية التباسه بتصغير عود. وإذا كان ثالث الثلاثي ألفا كفتى وعصى أو واوا كدلو وجب قلبه ياء وإدغام ياء التصغير فيها ، فيقال : فتى وعصى ودلى ، ولم يتعرض له في النظم.
ولما فرغ من تصغير الثلاثي المجرد أخذ في بيان تصغير ما زاد عليه فقال :
(وفاعل تصغيره فويعل |
|
كقولهم في راجل رويجل) |