لمتكلم أو مخاطب. ويختص بها الماضي وبها يتبين لك أن ليس وعسى فعلان لقبولهما إياها في نحو : لست عليهم بوكيل ، (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ)(١) خلافا لمن زعم أن ليس حرف نفي كما النافية. وعسى حرف ترج كلعل ، ومثل تاء الفاعل تاء التأنيث الساكنة الدالة على تأنيث الفاعل وهي خاصة بالماضي أيضا وتلحقه متصرفا كان أو جامدا ما لم يلتزم تذكير فاعله. وبها يتبين لك أيضا أن نعم وبئس فعلان لقبولهما إياها ، ففي الحديث : «من توضأ يوم الجمعة فبها (ونعمت)» ، وفيه أيضا : وأعوذ بك من الخيانة ، فإنها بئست البطانة خلافا لمن زعم أنهما اسمان لدخول حرف الجر عليهما كما تقدم.
والعلامة الرابعة : دلالة الكلمة على الأمر بما اشتق منه وهو المصدر كما مثل به من نحو قل ، فإنه يدل على الأمر بما اشتق منه وهو القول ومثله : ادخل وانبسط واشرب. وكل بخلاف صه ، وإن دل على الأمر بالسكوت ليس فعل أمر لعدم اشتقاقه بما يدل عليه ، ومثله (مه) ، (وإيه). وقضية كلامه أن نزال ودراك فعلا أمر لدلالتهما على الأمر بما اشتقا منه. فإن نزال مشتق من النزول ، ودراك
______________________________________________________
(قوله : ونعمت) أي بالرخصة أخذ ونعمت الرخصة الوضوء ، قاله ابن عصفور ، ففيه حذف التمييز والمخصوص أيضا ، وهو على رأي من يجيز حذف التمييز كالناظم ا ه.
(قوله : مه) أي انكفف عنا.
(قوله : وإيه) بكسر الهاء وتنوينها أي زدنا حديثا أو امض في حديثك أو زد منه.
قوله هلم : هو عند الحجازيين اسم فعل بمعنى أحضر وأقبل. وعند بني تميم فعل أمر. ومذهب البصريين أن هلم مركبة من هاء التنبيه ومن لمّ التي هي فعل أمر من قولهم : لمّ الله شعثه ، أي جمعه. كأنه قيل : اجمع نفسك إلينا ، فحذفت ألفها تخفيفا.
وقال الخليل : ركب قبل الإدغام فحذفت همزة الدرج إذ كانت همزة وصل ، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين ثم نقلت حركة الميم الأولى إلى اللام وأدغمت. وقال الفراء : مركبة من هل التي للزجر ، وأم بمعنى اقصد ، فخففت الهمزة بإلقاء حركتها على الساكن قبلها فصار هلم. وقيل : إنها ليست مركبة ا ه.
__________________
(١) سورة محمد ، الآية ٢٢.