(وقد تقضت) (ملحة الإعراب) |
|
مودعة بدائع الآداب |
فانظر إليها نظر المستحسن |
|
وحسن الظن بها وأحسن) |
يشير إلى أن هذه المنظومة الموسومة ب «ملحة الإعراب» انقضت شيئا فشيئا مع ما أودع فيها من العلم والآداب فإنها مع سهولة ألفاظها اشتملت على جمل جمة من مهمات النحو والتصريف ، وتضمنت أمثلتها من الحكم الجامعة والأحكام النافعة التي من وفّقه الله لامتثالها وفهم معانيها بلغ الرتبة العليا. فينبغي للناظر فيها أن ينظر إليها نظر من يستحسن للشيء لينتفع بها حفظا وقراءة وتفهما ، فإن من أساء ظنه بشيء لم ينتفع به وأن يحسن ظنه بها ليبلغ بها ما يرتجيه ويؤمله من العلم ، وأن يحسن إلى ناظمها بالدعاء كما أحسن إليه بها فإنها مشهورة البركة قلّ أن يشتغل بها طالب إلا وانتفع بها ومنح.
الملحة الواحدة : من الملح بضم الميم ، ما يستملح من الكلام.
والبديع : الشيء الغريب الذي لم ينسج عن منواله.
ولما كان كلامه هذا متضمنا الاعتناء بهذه المنظومة لما أودعته أشار بقوله :
وإن تجد عيبا فسد الخللا
إلى أن الناظر فيها إذا لاح له فيها انتقاد أو اعتراض أن يسد الخلل وذلك حيث تحققه ولم يمكن الجواب عنه على وجه حسن ليكون ممن يدفع بالتي هي أحسن فإن الإنسان محل العيب والنقص ، والكمال لا يكون إلا لله تعالى.
(فجعل من لا عيب فيه وعلا)
وأصل الخلل الفرج التي تكون بين ألواح الباب.
ثم ختم هذه المنظومة بما بدأ من الحمد المعقّب بالصلاة فقال :
(والحمد لله على ما أولى |
|
فنعم ما أولى ونعم المولى |
______________________________________________________
(قوله : وقد نقضت) أي فرغت وتمت.
(قوله : ملحة الإعراب) الملحة بالضم هي المستحسنة والمستملحة من كل شيء ، وجمعها : ملح.