ويعلم مما قررنا أن نحو : أكرم و (نرجس ويرنأ) وتعلم ، ليست أفعالا مضارعة لعدم دلالة الأحرف الزوائد فيها على المعاني المتقدمة بل هي أفعال ماضية.
(وليس في الأفعال فعل يعرب |
|
سواه والتمثيل فيه يضرب) |
أشار إلى أن المضارع يدخله من أنواع الإعراب الرفع والنصب والجزم ، فيرفع بحركة أو حرف وينصب بحركة أو حذف ، ويجزم بحذف حركة أو حرف. هذا ما لم يتصل به ما يقتضي بناءه من نون تأكيد أو إناث. وسمي مضارعا لأنه لما شابه الاسم في مشاركته له في الإعراب (باعتوار المعاني) المختلفة عليه سما على قسيميه بذلك كما أشار إليه بقوله أولا ، فإنه المضارع المستعلي ، والمضارعة لغة المشابهة ، مأخوذة من الضرع كأن كلا من المشتبهين ارتضعا من ثدي واحد فهما إخوان رضاعا.
(والأحرف الأربعة المتابعة |
|
مسميات أحرف المضارعة) |
______________________________________________________
(قوله : نرجس ويرنأ) نرجس بفتح النون وسكون الراء وفتح الجيم تقول : نرجس زيد الدواء إذا جعل فيه النرجس بكسر النون وفتحها وكسر الجيم لا غير. وهو نبت ذو رائحة طيبة. ويرنأ بفتح الياء وسكون الراء تقول : يرنأ زيد الشيب ويرنأته إذا خضبته باليرنأ وهو الحناء. ا ه.
(قوله : باعتوار المعاني) واختلف في معناه فقيل : جريانه على لفظ الاسم في حركاته وسكناته كتصاريفه. وقيل : وجود الإبهام والتخصيص فيه. وقيل : قوله للام الابتداء. وقيل : تعاور معان عليه لا تميز إلا بالإعراب في نحو : لا تأكل السميك وتشرب اللبن. واعتمد هذا ابن مالك وردّ ما قبله بوجود مثله في الماضي مع أنه مبني اتفاقا. فالأول نحو : فرح فهو فرح ، وشره فهو شره. والثاني نحو : قام زيد فإنهم مبهم في الزمان الماضي. فإذا قيل : قد قام تخصص بالزمان القريب. والثالث نحو : لو جاء زيد لأكرمته. واعترض على ابن مالك بمجيء ما ذكره في الماضي نحو : ما صام زيد واعتكف ، فإنه يحتمل نفيهما معا ونفي الأول منهما ونفي اجتماعهما. قال بعضهم : ولا حاجة لهذا كله لأنه ليس واحد منه سببا في إعراب الاسم حقيقة وإلا لما بني الاسم إذا أشبه الحرف وإنما هي مناسبات لا يلزم اطرادها. ولعل تخصيص المضارع بوجود المشابهات كلها فيه في تركيب واحد غالبا فتأمل. ا ه.