بقوله :
(وعند فيها النصب يستمر |
|
لكنها بمن فقط تجرّ |
وأينما صادفت في لا تضمر |
|
فارفع وقل يوم الخميس نير) |
يشير إلى أن ما استعمل من ظرف الزمان أو المكان ظرفا تارة وغير ظرف أخرى ، كأن استعمل مبتدأ أو خبرا أو فاعلا أو مفعولا به فإنه يسمى في اصطلاح النحاة ظرفا متصرفا كيوم.
فإنه استعمل ظرفا في نحو : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)(١) لكون نصبه على إضمار في.
وغير ظرف نحو : (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً)(٢) إذ ليس منصوبا على إضمار في بل ، على أنه مفعول به إذ المراد أنهم يخافون نفس ذلك اليوم ومثله : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٣) فحيث مفعول به وقع عليه الفعل لا فيه ، وناصبه مقدر دل عليه أعلم.
وما لزم النصب على الظرفية ولم يخرج عنها أصلا كقط وعوض وهما مبنيان على الضم أو خرج عنها لكن إلى حالة تشبهها وهي الجر بمن خاصة ، فإنه يسمى في اصطلاحهم ظرفا غير متصرف كعند فإنه لا يستعمل إلا ظرفا نحو : جلست عندك ، أو مجرورا بمن نحو : خرجت من عندك ومثله قبل وبعد ولدن. وإذا تقرر أن اسم الزمان أو المكان يكون على حسب العوامل إذا لم يكن على معنى في. فقول الناظم : فارفع ، محمول على حالة الابتداء كما مثل.
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية ٩٢.
(٢) سورة الإنسان ، الآية ١٠.
(٣) سورة الأنعام ، الآية ١٢٤.