وتقطيع أجسام وإحراق أضلع |
|
ليأكلها في النار ما كان آكلا |
وتقسيم أموال وترك عوائل |
|
يتامى أيامى لا ترى قطّ عائلا |
فذا بعض ما يجري وما قد سمعته |
|
على كثب منهم وقد كنت سائلا |
حنانيك يا رباه ما ذا أصابنا |
|
وما ذا دهى الإسلام سرعان عاجلا |
وأنت رعاك الله يا نسل يعرب |
|
ألست ترى في ذاك مجدك زائلا |
لقد عم هذا الشر كل ابن حرة |
|
فأحنى له ظهرا وأثقل كاهلا |
سلام على يوم نرى العرب تنقي |
|
به غدر من قد كان للعرب خاذلا |
دخلت المدينة المنورة في ركب مؤلف من نحو ثلاثين رجلا من عرب البادية ومن قرية الحائط ، وأنا معهم على ظهر ناقتي بزي بدوي ، أشعث أغبر ، من وعثاء السفر ، وعليّ كوفية وعباءة ، حافي القدمين ، ملثم الوجه بادي العينين ، وما زلنا نجد السير حتى بلغنا منزل ولي العهد ، سمو الأمير علي في منتصف العنبرية ، على طريق السكة الحديدية ، فأنخنا أمام الباب ، ورأينا عشرات مزدحمين هناك ، من أهل المدينة والأعراب ، فسألنا رجل من طرف سموه :
أمعكم كتاب ، فناوله أحد الشيوخ مكتوب الشريف عبد المطلب الذي كتبته بخطي على لسانه ، فلم يلبث الرسول أن رجع إلينا يقول : أين الشامي؟ فتقدمت إليه ، فقال : مولانا الأمير في انتظارك ، فأنشدت في نفسي قول القائل : «متى