وأن في سنده اضطراباً ، وفي متنه خلط وتعارض وتهافت لا يصح نسبتها إلى المعصوم عليهالسلام.
من هنا اختلفت كلمة العلماء في صحّة صدوره واعتباره وحجيته نفياً وإثباتاً ، وقد ألف الشيخ محمد جواد البلاغي ت ١٣٥٢ ه رسالة في نسبة هذا التفسير ، فصّل فيها أوجه الاضطراب والخلط ، وخلص إلى كونه موضوعاً مكذوباً على الإمام عليهالسلام. وجمع الشيخ رضا استادي أقوال العلماء جميعاً حول هذا الكتاب سنداً ومتناً في مجلة ( نور علم ) (١).
نقل المحدثون مزيداً من الرسائل والوصايا والأدعية والحكم والمواعظ التربوية والبيانات التفصيلية في تفسير القرآن وغيرها ، وقد خاطب بها الإمام العسكري عليهالسلام أصحابه في مختلف ديار الإسلام ، موجهاً إلى الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة ، مبيناً مفاهيم الإسلام وتعاليمه السامية وعقائده الحقّة ، حاثاً على العمل بها ، موضحاً أحكام الشريعة ومسائل الحلال والحرام ، وفيما يلي نذكر نماذج منها ، أو نكتفي بذكرها مع الاشارة إلى مظانها.
١ ـ قصار الحكم والمواعظ ، وهي تجري مجري مواعظ آبائه عليهمالسلام في جزالة ألفاظها ومتانة اُسلوبها وعمق محتواها ، وقد وصف ابن أبي الحديد باب الحكم والمواعظ من نهج البلاغة بقوله : « اعلم أنّ هذا الباب من كتابنا كالروح من البدن ، والسواد من العين ، وهو الدرّة المكنونة التي سائر الكتاب صدفها » (٢).
__________________
(١) العدد ١ ـ السنة الثانية ص ١١٨ ـ ١٥١.
(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٨١.