ومن مواعظ الإمام العسكري عليهالسلام قوله : « لا تمارِ فيذهب بهاؤك ، ولا تمازح فيُجْتَرأ عليك. ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة ، وإنّما العبادة كثرة التفكّر في أمر الله. بئس العبد يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه شاهداً ، ويأكله غائباً ، إن اُعطي حسده ، وإن ابتُلي خانه. الغضب مفتاح كلّ شرّ. أقلّ الناس راحةً الحقود. الاشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في الليلة المظلمة. أورع الناس من وقف عند الشبهة. أعبد الناس من أقام على الفرائض. أزهد الناس من ترك الحرام. أشدّ الناس اجتهاداً من ترك الذنوب. إنّكم في آجال منقوصة وأيام معدودة ، والموت يأتي بغتة. قلب الأحمق في فمه ، وفم الحكيم في قلبه. لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض. ما ترك الحقّ عزيز إلا ذلّ ، ولا أخذ به ذليل إلا عزّ. جرأة الولد على والده في صغره تدعوا إلى العقوق في كبره. من وعظ أخاه سراً فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شأنه. ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبةٌ تذلّة ! أضعف الأعداء كيداً من أظهرعداوته. لا يعرف النعم إلا الشاكر ، ولا يشكر النعمة إلا العارف. حسن الصورة جمال ظاهر ، وحسن العقل جمال باطن. إذا نشطت القلوب فأودعوها ، وإذا نفرت فودّعوها. من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة. السهر ألذّ للمنام ، والجوع أزيد في طيب الطعام. إن الوصول إلى الله عزوجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل. من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي ... » (١) وغيرها من الحكم البليغة والمواعظ الحكيمة التي تجري على هذا المنوال.
__________________
(١) تحف العقول : ٣٦٠ ـ ٣٦٣ ، بحار الأنوار ٧٨ : ٣٧٠ ـ ٣٨٠ ـ باب ٢٩.