وكان بعضهم يكاتب الإمام عليهالسلام عن طريق الخدم ، فقد كتب جعفر بن محمد القلانسي كتاباً إلى الإمام العسكري عليهالسلام يسأله عن مسائل كثيرة ، ودفعه مع محمد بن عبد الجبار الخادم ليوصله إليه عليهالسلام ... (١).
ومارس الإمام عليهالسلام دور التربية والتوجيه والاعداد لخاصة أصحابه وقاعدته المؤمنة بمرجعيته الفكرية والروحية ، لتحصينهم من الانحراف العقائدي والفكري ، وتسليحهم بالفقه والمعرفة ، ونظرة واحدة إلى رسائله ووصاياه التي قدمناه بعضها ، تعتبر خير دليل على متابعة الإمام عليهالسلام لأصحابه وإشرافه على مختلف شؤونهم.
وكان من نتائج ذلك الاشراف والتواصل بين الإمام عليهالسلام وقاعدته أن اكتملت في عصره عليهالسلام معالم مدرسة الفقهاء الرواة الذين كانوا يعيشون في أوساط الناس ، وينقلون إليهم الأحكام والسنن والعقائد ، واستوفت تلك المدرسة كلّ متطلبات المدرسة العلمية من حيث المنهج والمصدر والمادة ، ومهّدت بذلك لعهد الغيبة الصغرى حيث انبثقت عنها مدرسة الفقهاء المحدثين (٢).
ولغرض الاطلاع على سعة تلك المدرسة وامتداد مرجعية الإمام العسكري عليهالسلام ومكانته العلمية ودوره في التشريع ، نذكر بعض أقطاب تلك المدرسة الثقات والمؤلفين وكما يلي :
__________________
(١) كشف الغمة ٣ : ٢٩٦ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٩٨.
(٢) راجع : تاريخ التشريع الاسلامي / د. عبد الهادي الفضلي : ١٩٤ وما بعدها ـ الكتاب الاسلامي ـ ١٤١٤ ه.