استطاعت شريحة واسعة من عشّاق مدرسة أهل البيت عليهمالسلام التواصل مع الإمام العسكري عليهالسلام بشتى الوسائل ، فتحمّلوا الرواية عنه ، وبلغوا الفتاوى والأحكام الصادرة عنه ، وأسهموا في نشر مبادئ تلك المدرسة.
وبلغ عدد الرواة عن الإمام أبي محمد العسكري عليهالسلام (١٠٣) كما في رجال الشيخ الطوسي (١) ، وإذا ضممنا إليهم ما ورد في رجال البرقي ومناقب ابن شهر آشوب ومسند الإمام العسكري ، وما وقعوا في إسناد الأخبار والتواقيع والمكاتبات ، يكون العدد (٢١٦) من عير تكرار ، وهو عدد كبير يدلّ على سعة الدور العلمي البارز الذي اضطلع به أصحاب الإمام العسكري مع قسوة الظروف المحيطة بعملهم ، ويدلّ على سموّ المقام المعرفي والمكانة العلمية التي يمثلها الإمام العسكري عليهالسلام ، لأنّ الرواة كانوا يمثلون أساتذة المجتمع أنذاك وليسوا مجرد أشخاص يسألون ويروون.
ومن الطبيعي أن هذا العدد من الرواة ، لم يكونوا على نمط واحد في العلم والمعرفة والثقة ، بل هم درجات متفاوتة ، وفما يلي نقتصر على ذكر الثقات منهم ، وهم : إبراهيم بن أبي حفص الكاتب ، إبراهيم بن عبدة النيسابوري ، أحمد بن إدريس القمي ، أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأشعري ، أحمد بن الحسن ابن علي بن فضال ، إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، إسحاق بن الربيع الكوفي ، الحسن بن ظريف ، الحسن بن علي بن النعمان ، الحسين بن اشكيب المروزي ، الحسين بن مالك القمي ، حمدان بن سليمان النيسابوري ، داود بن أبي زيد
__________________
(١) راجع : رجال الشيخ : ٣٩٥ ـ ٤٠٣.