خير من عبادة ستّين سنة (١).
وقال فخر الدين الطريحي : وفي الحديث : تفكّر ساعة خير من عبادة ستّين سنة ، ثم أضاف ، في القول : نقلاً عن فخر الدين الرازي في توجيه ذلك : هو أن الفكر يوصلك إلى الله ، والعبادة توصلك إلى ثواب الله ، والذي يوصلك إلى الله خير ممّا يوصلك إلى غير الله ، أو أن الفكر عمل القلب ، والطاعة عمل الجوارح ، فالقلب أشرف من الجواح ، ويؤكّد ذلك قوله تعالى : «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي» (٢) جعلت الصلاة وسيلة إلى ذكر القلب ، والمقصود أن العلم أشرف من غيره (٣).
مضافاً إلى أنّ حقيقة العبادة ترجع إلى التفكّر في أمرالله عزّوجلّ كما صرّح بذلك ما ورد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حيث قال : ليست العبادة كثرة الصلاة والصوم ، إنّما العبادة التفكّر في أمر الله عزّوجلّ (٤).
وفي مفاتيح الغيب : قال رسول الله صلى الله عليه واله : تفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة (٥).
وفي المحاسن : بإسناده عن الحسن الصيقل ، قال : قلت لأبي عبدلله عليه السلام تفكّر ساعة خير من قيام ليلة؟ قال : نعم ، قال رسول الله صلى الله عليه واله : تفكّر ساعة خير من قيام ليلة ، قلت : كيف نفكّر؟ ، قال : يمرّ بالدور الخربة فيقول : أين بانوك؟ أين ساكنوك مالك لاتتكلّمين؟ (٦).
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : قال : التفكّر يدعو إلى البرّ والعمل به (٧).
__________________
١ ـ الميزان في تفسير القرآن : ج ٤ ، ص ٩٠.
٢ ـ طه : ١٤.
٣ ـ مجمع البحرين : ج ٣ ، ص ٤٤٤.
٤ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٥٥ ، ح ٤.
٥ ـ مفاتيح الغيب : ص ٣٠٣ ، ح ٦٥٢.
٦ ـ المحاسن : ج ١ ، ص ٩٤ ، ح ٥٦ / ٥ ، ونحوه في الكافي : ج ٢ ، ص ٥٤ ـ ٥٥. ح ٢.
٧ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٥٥ ، ح ٥.