|
قال : الحسن عليه السلام فكتمتها «الحسين بن علي عليهما السلام» زماناً ، ثم حدّثته فوجدته قد سبقني إليه. فسألته عمّا سألته عنه. ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ، ومجلسه ، ومخرجه ، وشكله ، فلم يدع منه شيئاً. قال الحسين عليه السلام : سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك ، فكان إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءً لله تعالى ، وجزءً لأهله ، وجزءً لنفسه ، ثم جزّأ جزأه بينه وبين الناس ، فيردّ ذلك على العامّة والخاصّة ، ولا يذخره [أو يذخر عنهم شيئاً] وفي رواية ولا يدخر عنهم شيئاً. |
قوله عليه السلام : «فقال : كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك ، فكان إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءً لله تعالى ، وجزءً لأهله ، وجزءً لنفسه ، ثم جزّ جزأه بينه وبين الناس ، فيردّ ذلك على العامّة والخاصّة» أراد عليه السلام بذلك بأنّ أصحابه كانوا على قسمين : عام ، أي عموم الناس ، وخاص أي خواصّه ، فلمّا لم تكن عامّة أصحابه قادرة على ملاقاته صلى الله عليه واله والوصول إليه في الوقت المتخصّ له للنيل من علومه وآدابه وفوائده ، وكانت الخاصّة تصل إلى رسول الله صلى الله عليه واله في ذلك الوقت وتخبر العامّة ممّا سمعت منه فكأنّ الخاصة ، أوصلت الفوائد إلى العامّة.
وقال الجزري : أراد أنّ العامّة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت ، فكانت الخاصة تخبر العامة بما سمعت منه ، فكأنّه أوصل الفوائد إلى العامّة بالخاصّة.