هو المنصرف (١) ومن سأله حاجة لم يردّه (٢) إلّا بها ، أو بميسورمن القول. قد وسّع الناس منه بسطه وخلقه ، فصار لهم أباً (٣) ، وصاروا عنده في الحق سواء. مجلسه مجلس حلم وحياء (٤) وصبر وأمانة ، ولا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبه (٥) فيه الحُرَم ، ولا تُنْثَى فلتاته ، متعادلين (٦) يتفاضلون (٧) فيه بالتقوى ـ وفي رواية العلوي : وصاروا عنده في الحق متقاربين يتفاضلون بالتقوى ـ متواضعين (٨) يوقّرون فيه الكبير ، ويرحِمون فيه الصغير ، ويؤثرون ذاالحاجة ، ويحفظون ، أو يحيطون الغريب وفي رواية العلوي : ويرحمون الغريب.
قال : قلت كيف كان سيرته في جلسائه؟ وفي روايته العلوي فسألته عن سيرته في جلسائه؟.
فقال : كان رسول الله صلى الله عليه واله ، دائم البشر ، سهل الخلق ، ليّن الجانب ، ليس بفظّ ولا غليظ ، ولا سخّاب (٩) ولا فحّاش ولا عيّاب ، ولا مزّاح (١٠). يتغافل عمّا لا يشتهي ، ولا يؤيس منه ، ولا يحبّب فيه (١١) قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه ، وترك الناس من
__________________
١ ـ في مكارم الأخلاق وعيون أخبار الرضا عليه السلام : هو المنصرف عنه.
٢ ـ وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام : لم يرجع إلّا بها.
٣ ـ وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام : أباً رحيماً وصارواً.
٤ ـ وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام : مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة.
٥ ـ مكارم الأخلاق : ولا تؤمن فيه الحرم.
٦ ـ وفي عيون الأخبار : متعادلين متواصلين فيه بالتقوى.
٧ ـ وفي مكارم الأخلاق : متعادلون متفاضلون فيه.
٨ ـ وفي مكارم الأخلاق : متواضعون يوقّرون.
٩ ـ وفي مكارم الأخلاق : ولا صخّاب.
١٠ ـ وفي مكارم الأخلاق ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام : ولا مزّاح ولا مدّاح يتغافل.
١١ ـ وفي مكارم الأخلاق ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام : ولا يخيب فيه مؤمّليه.