«والعثرة» وهي في الأصل المرّة من عثر الرجل يعثر في مشيه من باب ـ قتل ـ أي كبا وسقط.
ويقال للزلّة : عثرة لأنّها سقوط في الإثم وأقال الله عثرته : إذا رفعه من سقوطه وتجاوز عن زلّته.
قوله عليه السلام : «وآمن روعتي» أمن يأمن من باب ـ تعب ـ إذا اطمأَنَت نفسه وزال خوفه من لقاء مكروه.
«روعتي» الروع ـ بالفتح ـ : الفزع والخوف ، راعه الشيء روعاً من باب ـ قال ـ أفزعه ، والروعة : الفزعة وتسكين الروعة عبارة عن إزالة الخوف وفي التنزيل : «فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ» (١) أي الفزع.
والمراد من قوله عليه السلام : «وآمن روعتي» أي اللهم أزل عنّي المكروه وادفع عنّي الخوف والفزع.
قوله عليه السلام : «واستر عورتي» الستر ـ بالفتح ـ : تغطية الشيء ، وسترت الشيء ستراً من باب ـ قتل ـ حجبته عمّن ينظر إليه أي عن المشاهدة.
والستر بالكسر : ما يستتر به ، وستره تعالى عبارة عن عدم اطلاع أحد على مساوي عبده ، وعدم فضيحته له بين الخلق.
«وعورتي» كلّ ما يستحيى منه إذا ظهر ، وأصلها من العار ، وذلك ما يلحق في ظهورها من العار أي المذّمة.
وقال الفيومي : كلّ شيء يستره الإنسان أنفةً وحياءً فهو عورة (٢).
وفي الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تتّبعوا عورات المسلمين ، فإنّه من تتبّع عوراتهم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله تعالى عورته يفضحه
__________________
١ ـ هود : ٧٤.
٢ ـ المصباح المنير : ص ٤٣٧.