|
يضحك ممّا يضحكون منه ، ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ، حتّى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم في المنطق ، ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجّة يطلبها فأرفدوه. |
قوله عليه السلام : «يضحك ممّا يضحكون منه» قال الراغب : الضحك إنبساط الوجه وتكشّر الأسنان من سرور النفس ، ولظهور الأسنان عنده. سمّيت مقدمات الأسنان : الضواحك ، واستعير الضحك للخسريّة (١).
وقيل : ضحك منه ورجلٌ ضُحكَةٌ يَضحَك من الناس وضُحكةٌ لمن يُضحك منه ، قال الله تعالى : «وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ» (٢) أي تستهزئون ، وكقوله سبحانه تعالى : «فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ» (٣) أي يستهزئون بآيات الله.
واستعمل الضحك للتعجّب المجرّد تارة ، ومن هذا المعنى قصد من قال : الضحك يختص بالإنسان ، وليس يوجد في غيره من الحيوان ، وبهذا المعنى أي التعجب قال الله تعالى : «وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ» (٤) أي ضحكها كانت للتعجّب ، بدلالة قوله تعالى : «أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ» (٥) ويدلّ على ذلك أيضاً قوله سبحانه : «أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ» (٦).
وفي الحديث : عن الباقر عليه السلام : في ذيل الآية قال : يعني تعجّب
__________________
١ ـ المفردات : ص ٢٩٢.
٢ ـ المؤمنون : ١١٠.
٣ ـ زخرف : ٤٧.
٤ ـ هود : ٧١.
٥ ـ هود : ٧٣.
٦ ـ هود : ٧٢.